واختلاف فصول الأذان ، لاحتمال تسويغ الجميع ، أو غلط المؤذّن فنقص أو زاد مرّة ، فنقل واشتهر ، أو غلط السامع.
و [الاعتراض] على الحجّة الأولى للبهشميّة (١) ، المنع من انحصار التوقيف في البعثة، بل جاز أن يكون بالوحي ، أو بعلم ضروريّ يخلقه الله تعالى.
وعلى الثانية : يجوز أن يخلق علما ضروريّا بأنّ واضعا وضع هذه الألفاظ لمعانيها ، وإن لم يخلق العلم الضروريّ بأنّ الواضع هو الله تعالى.
سلّمنا ، لكن لا يلزم من العلم الضروريّ بأنّه تعالى هو الواضع ، العلم الضروريّ بذاته وصفاته الإيجابيّة والسلبيّة ، أقصى ما في الباب أنّه يحصل العلم به تعالى ببعض الاعتبارات ، وذلك لا يكفي في معرفته تعالى ، فيبقى التكليف بمعرفته تعالى كما كان.
سلّمنا ، لكن لا نسلّم أنّه ينافي التكليف مطلقا ، بل التكليف بمعرفته خاصّة لذلك الشخص ، ولا ينافي التكليف بسائر الأشياء.
سلّمنا ، لكن جاز أن يخلقه بعد المعرفة النظريّة.
سلّمنا ، لكن جاز أن يخلقه في غير العاقل.
وإذ قد ظهر ضعف الكلامين ، فالأقرب التوقّف ، وتجويز كلّ واحد منهما ، وإن كان التوقيف أقوى.
__________________
(١) هم أتباع عبد السلام أبي هاشم الجبائيّ المتوفّى ٣٢١ ه قالوا بالموازنة ، وهي انّ الطاعة والمعصية إن تساويا تساقطا ، حتّى كأنّ صاحبهما لم يصنع شيئا ، لا خيرا ولا شرّا ، فلا يستحقّ ثوابا ولا عقابا ، وإن تفاوتا سقط الناقص وما يساويه من الزائد ، وبقي الباقي منه ، فإن كان طاعة دخل بها الجنّة وإن كان معصية دخل النار. لاحظ معجم الفرق الإسلامية لشريف يحيى الأمين : ٦٤.