ولم يستعملا في ذلك ، بل استعمل لفظ «الرّحمن» في الله تعالى ، و «عسى» لغير المتصرّف. (١)
وأيضا لو استلزم لكان لنحو «قامت الحرب على ساق وشابت لمّة الليل» حقائق.
وفيه نظر ، فإنّ المجاز هنا في التركيب ، وهو يستلزم حقائق في المفردات لا التركيب.
قيل : (٢) وهو مشترك الإلزام ، فإنّ المجاز يستلزم الوضع قطعا ، ولم ينقل الوضع هنا.
وفيه نظر ، لأنّا نعلم أنّه مجاز قطعا ، ونعلم استلزام المجاز الوضع المطلق ، ولا يلزم من عدم العلم بخصوصيّته انتفاؤه ، بخلاف الحقيقة ، فإنّ الدّليل لم يدلّ عليها (٣) ولم ينقل الاستعمال.
واحتجّ المخالف بأنّه لو لم يلزم لعرى الوضع عن الفائدة ، إذ غاية الاستعمال فيما وضع له ، فإذا انتفى انتفت الفائدة.
وأيضا المجاز هو المستعمل في غير موضوعه الأصليّ ، وهذا تصريح
__________________
(١) ومراده : أنّ «عسى» موضوع للحدث والزمان ، ولكن لم يستعمل إلّا في الحدث المجرد عنه ، فاشبه بغير المتصرّف ولكن ، في «فواتح الرحموت» لعبد العليّ محمد بن نظام الدين الهندي : «عسى» و «نعم» انّهما صيغتان وضعتا للإخبار ولم يستعملا فيه قطّ ، بل في الإنشاء فقط. فواتح الرحموت : ١ / ١٧٩.
(٢) لاحظ رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب : ١ / ٣٨٢ ـ قسم المتن ـ.
(٣) في «ج» : فإنّ الدليل يدلّ عليها.