لا يكون العقاب على تركه والمولى يصل إلى غرضه وهو ان الجاهل يكون تكليفه الإخفات في موضع الجهر وبالعكس وفي المقصر وان كان العقاب ولكن يكون على ترك التعلم لا على الواقع وتكليفه في ظرفه هو الجهر في موضع الإخفات وبالعكس والخطاب يتوجه بطبيعي الإنسان والخصوصيات الفردية خارجة عنه فان الناسي والجاهل كلاهما إنسان ويتوجه الخطاب إليهما بهذا العنوان لا بعنوان النسيان ولا الجهل بل بعنوان ـ الإنسان فالخطاب كان متوجها إليه بهذا النحو ووصول المولى بغرضه يكون من هذا السبيل ولا يأتي إشكال حصول الالتفات لو كان الخطاب بعنوان الناسي والجاهل أصلا فتحصل انه لا إشكال في الجهر والإخفات من جهة إصلاحه بالترتب (١)
__________________
ـ والجهل به بان يقال تكليف العالم هو الجهر وتكليف الجاهل هو الإخفات واللازم منه هو دور العلامة (قده) كما عليه القوم ولكن حيث ان اشكاله (قده) لا يتم لأن الوجدان فاض بصحة ذلك وكل البراهين يرجع إليه فيكون الإشكال مندفعا عندنا ولكن عنده مد ظله القائل بصحته أي صحة الإشكال عن العلامة فيبقى الإشكال بحاله وسيجيء في آخر مباحث البراءة أيضا التعرض لحكم الجهر والإخفات من هذا الحيث. مفصلا فانتظره.
(١) أقول لا يخفى ان الكلام يكون في تصوير كون العقاب على ترك الجهر في موضعه وترك الإخفات كذلك مع صحة العمل وإلّا فعلى فرض عدم العقاب لا إشكال في ان العالم والجاهل يكون اختلافهم من حيث الحكم كالمسافر والحاضر في لزوم القصر لأحدهما والإتمام للآخر والقول بالعقاب مع الصحة أوجب القول بالترتب وان كان الظاهر من روايات الباب عدم العقاب حسب الارتكاز وان هذا إرفاق من الشرع في خصوص المقام وعلى فرض وجود العقاب أيضا لا يكون البحث من الفقه ولا الأصول بعد صحة العمل بحسب الدليل بل هو مسألة كلامية.