الشهرة لا تكون منجبرة لضعفها لأنها لم تكن بمرآهم ومنظرهم.
والحاصل الشهرة بالمعنى الذي نقول تكون مثل الإجماع الحدسي وهو حجة عندنا وسنده سند حجية الخبر الواحد وهذا النحو من الشهرة لا يكاد تتحقق في عصر واحد ما يكون مقابلا لها بخلاف ما يكون معناه ما عن الأستاذ قده فانه يمكن ان يكون في عصر واحد الأقوال في مسألة متخالفة بعضها أقل وبعضها أكثر.
ثم انه ربما قيل على ما هو المشهور من معنى الشهرة بان الشهرة في مسألة إذا كانت عن القدماء تكون موجبة لوهن الرواية الصحيحة واما ما كان عن المتأخرين فلا توجب الوهن لأن القدماء لكونهم قريبا بعصر الإمام عليهالسلام يمكن ان يكون عندهم شيء هو قرينة لم يصل إلينا واما المتأخرين فلا يكون هذا الاحتمال في حقهم.
وفيه ان المتأخرين مثل العلامة والشهيد والمحقق وأمثالهم إذا كانت رواية صحيحة بمرآهم ومنظرهم ولم يفتوا بمؤداه مع أنهم خبراء الفن كيف لا يقال ان إعراضهم موجب للوهن مع حسن الظن بهم فلعلهم أيضا وجدوا ما يكون سندا لهم لوهن تلك الرواية اما من حيث السند أو الدلالة أو الجهة هذا في كونها موجبة للوهن واما الجبر فيقول الخراسانيّ قده أن المناط في الخبر هو الوثوق المخبري بأن يحصل لنا الوثوق بأن هذا صادر عن المعصوم عليهالسلام واما الوثوق الخبري فلا يلزم فعليه إذا كانت الشهرة متحققة فيحصل الوثوق الخبري ولو لم يحصل الوثوق بالخبر الذي يكون ضعيفا مع قطع النّظر عن هذه الشهرة فمن كان مبناه مبناه قده فنقول بالجبر ومن لا يكون مبناه مبناه لا يقول به فكل على شاكلته.
هذا كله بالنسبة إلى أصل الشهرة واما السند لاعتبارها فهو مرفوعة زرارة عن غوالي اللئالي بقوله عليهالسلام خذ بما اشتهر بين أصحابك واترك الشاذ النادر فان الشهرة عامة في شمولها لما كانت روائية ولما كان فتوائية والمورد وان كانت الروائيّة لأن السائل يسأل عن الخبرين المتعارضين بقوله إذا جاء عنكم الخبران ولكنه لا يخصص الجواب العام.
وفيه ان المراد بالموصول هو ما ذكر في الصدر أي خذ بالخبر المشهور