جريان الاستصحاب بالنسبة إلى ما شك في تحققه ولذا ما بيّن في معنى التذكية عند الأساتيذ الا المسلكان هذا كله في مقام بيان الاحتمالات والمسالك بحسب الثبوت.
واما المختار في معنى التذكية عند الأساتيذ هو انها تكون فعل الذابح حسب المستفاد من الآية والرواية اما الآية فقوله تعالى الا ما ذكيتم فان نسبة التذكية تكون إلى الفاعل بإسناد الفعل إليه وفي الرواية التعبير بذكاة الذابح وبقوله عليهالسلام أليس الذكي ما ذكي بالحديد فليس التذكية الأمر المسببي ولا مجموع ما ذكره فعليه يجيء التفصيل في جريان الأصل فان الشك لو كان من ناحية الفري يجري الأصل ولو كان من جهة القابلية لا يجري لعدم الحالة السابقة.
أقول ما ذكروه (١) غير تام لأن الأفعال التوليدية كلها يكون اسناد سببه إلى الفاعل مع ان المولد منه يكون شيئا آخر كما ينسب الإحراق إلى الحطب والمحرق هو النار المولد منه فنسبة الذبح إلى الذابح فيما ذكر من الآية والرواية لا توجب أن يكون المختار هو أن التذكية تكون فعل الذابح بل من الممكن أن تكون هي فعله أو ما هو المسبب منه واما لو شك في ذلك بان لا نعلم أن التذكية أي معنى من المعاني فحيث انه على بعض الفروض لا تجري الأصل وعلى بعضه يجري فيكون من الشبهة المصداقية لدليل الأصل وهو قوله لا تنقض اليقين بالشك بل انقضه بيقين آخر فلا يتمسك به
__________________
(١) أقول ان الظاهر من اسناد الفعل إلى ما هو الحاصل بالأسباب وهو الذكاة هو ان التذكية هو الأمر الحاصل من الأسباب لا الأسباب فقط فان قوله تعالى الا ما ذكيتم يكون مثل قوله تعالى وان كنتم جنبا فاطهروا فان الطهارة أيضا محصلة بالأسباب من الغسل مع الشرائط ولم يكن الإسناد إلى الأسباب بان يقال الا ما فريتم أوداجه أو جعلتموه جانب القبلة أو سميتم عند ذبحه أو ذبحتموه بالحديد فلو كان هذا التعبير في الكلام لأمكن الاحتمالان كما ذكره مد ظله.
واما الإسناد إلى المسبب مع كون التعبد المحض خلاف الذوق في هذه الأفعال وأنها تؤثر أثرا طيبا في اللحم يسمى بالذكاة يوجب الاطمئنان بأنها المسبب الحاصل من الأفعال ويجري الأصل بالنسبة إلى ما يكون له حالة سابقة وهو فري الأوداج فقط.