احتمال تطبيق الخطاب على بعضها ضعيفا بحيث يرى العرف الخطاب غير منطبق أصلا ومثل بأمثلة : منها أنه إذا كان احتمال السم بين إناء من الإناءين يكون الاحتمال في التطبيق قويا واما إذا كان في الألف فلا يكون كذلك وكذا إذا كان يشتم شخص واحدا من افراد البلد أو يشتم أحد الشخصين المعلومين فان الاحتمال في الأول ضعيف بخلاف الثاني.
ولكن يرد عليه ان هذا في المضار الدنيوية ولعل للمضار الأخروية خصوصية يلزم أن يكون المؤمن القطعي على الأمن منها وفي المضار الدنيوية أيضا يختلف الحال كما في صورة احتمال هلاك النّفس في ارتكاب المشتبه.
ويمكن أن يوجه (١) كلامه هذا بأن يقال ان العرف في صورة كثرة الأطراف يكون مطمئنا بعدم حصول الواقع في الطرف الّذي يرتكبه فمن كان يدرى نجاسة أحد من الجبن في البلد يشتريه من دكة ويطمئن بعدم كون هذا هو النجس والاطمئنان طريق عقلائي وحجة في نفسه يمكن الاعتماد عليه في الأمن من العقاب والاحتجاج
__________________
(١) أقول وهذا الاطمئنان لو سلم يكون منشؤه ضعف احتمال التطبيق ولا يكون ضعف الاحتمال وجها برأسه ولكن الكلام في أصل حصول هذا الاطمئنان فانه لا يوجب ضعف الاحتمال الاطمئنان بأن المعلوم يكون في الغير بل يمكن أن يقال العرف بنفسه حاكم في كيفية امتثال التكاليف فانه إذا كان التكليف بين الأطراف الغير المحصورة لا يرى له باعثية نحو المطلوب المفقود بين الأطراف الكثيرة.
مع أن غالب افراد غير المحصور يكون خارجا عن الابتلاء ويؤيد ما ذكرناه ما ورد من رواية الجبن ألأجل مكان واحد يترك جميع ما في الأرض.
واما كلام النائيني قده فهو يرجع إلى الخروج عن محل الابتلاء لأنه يقول ملاكه ان يبلغ الأطراف حدا لا يمكن الجمع وعدم إمكان الجمع بنفسه يمنع عن التكليف بالنسبة إلى غير المقدور والعجب أنه قده رد احتمال الخروج عن الابتلاء الّذي هو أحد الوجوه عن الشيخ قده وكلامه يرجع إليه فانظر كلامه في الفوائد ص ٣٩ تعرف ما نقول.