فحاصل ما يستفاد عن الشيخ الأعظم قده هو عدم إمكان خطاب الناسي بعنوانه لأنه إذا قلنا أيها الناسي افعل كذا يصير ذاكرا وخرج عن موضوعية تكليف الناسي وهكذا الإشكال موجود ولو كان الخطاب بعنوان عام مثل يا أيها الذين آمنوا بالنسبة إلى الذاكر والناسي ففي صورة النسيان لا ينطبق الخطاب العام لانحلاله إلى الافراد.
وقد أجاب الخراسانيّ قده عنه في الكفاية وفي الحاشية على الرسائل ص ١٤٧ بأن خطاب الناسي ممكن بعنوان ملازم مثل أن يقال أيها المعمم افعل كذا أو أيها المرطوب مزاجا افعل كذا لأن رطوبة المزاج ملازمة للنسيان.
والجواب عنه قده أن هذا لا يكون دأب العقلاء في الخطابات والكلام فيما هو الدارج لا ما هو ممكن فقط.
وقد أجاب ثانيا بأن خطابه ممكن بعنوان عام مثل يا الذين آمنوا الشامل للناسي والذاكر بالنسبة إلى بقية الاجزاء ولكن يكون الذاكر مختصا بخطاب يخصه فيكون الجزء الآخر تكليف الذاكر بخطاب يخصه واما في بقية الاجزاء فحيث أن كليهما ذاكران يكون الخطاب العام شاملا لهما ولا محذور فيه فخطاب هذا الشخص بعنوان ملازم أو خطابه من جهة العنوان العام بحيث يكون هذا أحد افراده ممكن ويكون
__________________
ـ واما ان يكون في إمكان خطاب الناسي بالنسبة إلى الجزء المنسي وما أفاده الخراسانيّ (قده) يكون بالنسبة إلى الأول من جهة تعدد الخطاب أو من جهة العنوان الملازم واما الجهة الثانية وهي خطاب الناسي بالنسبة إلى الجزء المنسي وإطلاق الخطاب بالنسبة إليه أو شمول فقرة النسيان في حديث الرفع فائضا يجب ان يبحث عنه في المقام فانه مفيد لما سيجيء من البحث في شمول رفع النسيان للمقام أم لا وسيجيء الإشكال فيه عن العراقي قده.
والظاهر أن خطاب الناسي لا يمكن بالنسبة إلى الجزء المنسي بأي عنوان فرض لعدم توجه الخطاب إلى الغافل المحض إلّا أن يقال انه كالجاهل بالجهل المركب فان التكاليف لا تنجيز لها بالنسبة إلى الجاهل واما أصلها فيكون بالنسبة إليه والناسي كذلك أيضا.