عليهالسلام في طفولته ليلة القدر ، ليلة الجمعة ، ثم تحققت رؤياه بعد أربعين سنة أو بعد ثمانين سنة.
أخبر القرآن الصادق : كلام الله اليقيني عن رؤيا يوسف في هذه الآيات ، فقال تعالى : (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (٤) قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٥) وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦)) (١) (٢) [يوسف : ١٢ / ٤ ـ ٦].
تتحدث هذه الآيات عن رؤيا يوسف الطفل ، وقد نزل بها وحي دائم لما فيها من العظات والعبر للأمم والآباء والأبناء ، لذا بدئت بالتذكير ، فاذكر أيها الرسول محمد لقومك قصة يوسف حين قال لأبيه يعقوب عليهالسلام : إني رأيت في منامي أن أحد عشر كوكبا أو نجما ، والشمس والقمر تسجد لي ، سجود احترام وتقدير ، لا سجود عبادة وتقديس ، والأحد عشر كوكبا تبيّن فيما بعد : أنهم إخوة يوسف الأحد عشر نفرا ، والشمس والقمر أبوه وأمه ، لأن الكواكب لا تسجد في الحقيقة ، فيحمل الكلام على الرؤيا ، لذا قال يعقوب عليهالسلام : (لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ). وقد أخبر نبيّنا عليه الصلاة والسلام بتعليم جبريل عن أسماء هذه الكواكب التي طالب يهودي ببيان أسمائها.
والظاهر الراجح أن إخوة يوسف لم يكونوا أنبياء ، لما وقع منهم من صفات لا تتفق مع عصمة الأنبياء ، كالحسد الدنيوي ، وعقوق الآباء ، وتعريض مؤمن للهلاك والقتل. وبما أن هذه الرؤيا غريبة عجيبة ، وتحتاج إلى وقت طويل لتحققها في
__________________
(١) يصطفيك لمهام عظام.
(٢) تعبير الرؤيا وتفسيرها.