تابعين ، مقلّدين في الأعمال ، نأتمر بأمركم ، ونفعل فعلكم ، فكفرنا بالله ، وكذّبنا الرّسل ، وهجرنا كلام الله متابعة كلام الله متابعة لكم وتأثّرا بآرائكم ، فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء ، أي هل أنتم تدفعون عن اليوم بعض عذاب الله ، كما كنتم تعدوننا وتمنّوننا؟!
فأجابهم المستكبرون القادة : لو هدانا لله لدينه الحق ، ووفقنا لاتّباع أوامره ، وأرشدنا إلى الخير ، لهديناكم وأرشدناكم إلى سلوك الطريق الأقوم ، ولكنه لم يهدنا ، فحقت كلمة العذاب على الكافرين.
ثم أعلنوا يأسهم من النجاة فقالوا : ليس لنا خلاص ولا منجى مما نحن فيه ، سواء صبرنا على العذاب ، أو جزعنا وتضجرنا منه ، فيكون الصبر والجزع سواء ، فلا نجاة لنا من عذاب الله تعالى.
عن محمد بن كعب أن أهل النار يقولون : إنما نال أهل الجنة الرحمة بالصبر على طاعة الله تعالى ، فلنصبر ، فيصبرون خمس مائة سنة ، فلا ينتفعون ، فيقولون : فلنجزع ، فيضجّون ويصيحون ، ويبكون خمس مائة سنة أخرى ، فلا ينتفعون ، فيقولون هذا القول الذي في الآية : (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ).
وظاهر الآية أنهم يقولون ذلك في موقف العرض ، وقت البروز ، بين يدي الله تبارك وتعالى.
ويتكرر هذا الحوار بعد دخول الكفار في النار ، كما قال الله تعالى : (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ (٤٧) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (٤٨)) [غافر : ٤٠ / ٤٧ ـ ٤٨].