الكونية ، السماوية والأرضية ، والإنس والجن ، والجمادات والحيوانات والأشياء ، لا علم له بالغيب ، ولا قدرة له على شيء من الخلق والإبداع ، والإيجاد والتكوين ، قال الله تعالى مبينا بعض خصائصه وصفاته :
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٧٧) وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٨) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٧٩)) (١) [النّحل : ١٦ / ٧٧ ـ ٧٩].
يتحدث الله تعالى في هذه الآيات عن نفسه حديثا مفحما لكل من عبد غير الله تعالى ، ويقرر الله في ذلك قرارا حسيما لا مجال لإنكاره ، وهو أن لله وحده غيب السموات والأرض ، وهذا التعبير يفيد الحصر ، فالغيب لله وحده ، يملكه ويعلمه ، وليس لأحد سواه ، ولا قدرة أصلا لأحد على المغيبات ، إلا أن يطلعه الله تعالى على شيء مما يشاء ، وهذا إخبار بكمال علم الله تعالى. أردفه بإخبار آخر وهو القدرة الشاملة ، وفي ذلك إقامة الحجة على الكفار ، فالله سبحانه هو الذي يأمر بالقيامة فتوجد ، وما أمر القيامة وهي وقت الساعة التي تقوم بها القيامة ، في الإيجاد والإقامة في قدرة الله تعالى إلا أن يقول لها : (كُنْ).
وتشبه في السرعة بالنسبة للبشر أنها كلمح البصر ، أي كطرف العين أو هي أقرب من ذلك ، إن الله تام القدرة على كل شيء ، ومن قدرته : إقامة الساعة في أسرع من
__________________
(١) أو : هنا على بابها للشك ، وقيل : هي للتخيير ، أو للإبهام ، وكل ذلك بالنسبة للبشر لا بالنسبة لله ، ولمح البصر : هو وقوعه على المرئي ، ومعناه كخطفة بالبصر.