قال الحاكم : واختلفوا ، فقيل : البيع والربا مبين غير مجمل ؛ لأنه كان معروفا لهم ، وهذا مروي عن ابن عباس ، وقيل : بل هما مجملان محتاجان إلى بيان ، وقد بين ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك مروي عن الشافعي.
وقيل : الربا يحتاج إلى بيان دون البيع ، وهذا قول أكثر العلماء ، واختاره الشيخ أبو عبد الله ، وقاضي القضاة ، وصححه الحاكم ؛ لأن الصحابة لما اختلفت في مسائل الربا ، كابن عباس وغيره ، رجعت إلى الآثار ، ولأن الربا له شرائط غير مذكورة في الآية.
وقد تضمنت الآيات المذكورة هنا في الربا ثمانية عشر وجها من الزجر :
الأول : أن الله تعالى جعل لهم يوم القيامة علامة يعرفون بها ، وهي أنهم حين يخرجون من قبورهم (لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) ، فيكون صاحب الربا به خبل ، وتساقط ، وضرب بالأرض ، وهذا مروي عن ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وأكثر المفسرين.
وقيل :٨// لا يمكنه يقوم بحجته كالمصروع.
وقيل : الذين يخرجون من الأجداث يوفضون (١) إلا أكلة الربا ، إنهم ينهضون ويسقطون ، وإنما قال تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا) فخص الأكل لأنه معظم المنفعة ، وإلا فالوعيد في الأكل والتصرف (٢).
__________________
(١) أي : يسرعون. إلا أكله الربا فإنهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين ؛ لأنهم أكلوا الربا ، فأربها الله في بطونهم حتى أثقلهم ، فلا يقدرون على الإيفاض. (ح / ص).
(٢) وفي الحديث عن جابر رضي الله عنه قال : «لعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهده ، وقال : هم سواء» رواه مسلم ، والبخاري ، ونحوه من حديث أبي جحيفة. بلوغ المرام ، وهو لنا سماع. (ح / ص).