قال في الثعلبي : عن الضحاك ، قال : نذر يعقوب إن وهب الله له اثني عشر ولدا ، وأتى بيت المقدس صحيحا أن يذبح آخرهم ، فتلقاه ملك من الملائكة ، فقال : يا يعقوب أنت رجل قوي ، فهل لك في معالجة؟ فتعالجا فلم يصرع أحدهما صاحبه ، ثم غمز الملك غمزة فعرض له عرق النساء.
وروي : فغمزه في فخذه وقال : أما أني لو شئت أن أصرعك لفعلت ، ولكن جعل الله هذه الغمزة مخرجا لك من نذرك.
قال : وروي أنه لما أتى بيت المقدس أراد ذبح ولده ونسي قول الملك ، فأتاه الملك وذكره ، وقيل : أراد يعقوب بيت المقدس فلقيه ملك ، فظن يعقوب أنه لص ، فعالجه أن يصرعه ، فغمز الملك في فخذ يعقوب ، ثم صعد إلى السماء ويعقوب ينظر إليه ، فهاج به عرق النساء ، ولقي من ذلك شدة وبلاء ، وكان لا ينام الليل ، ويبيت وله صياح فحلف يعقوب لئن شفاه الله تعالى لا آكل عرقا ، ولا طعاما فيه عرق ، فحرمها على نفسه ، فجعل بنوه بعد ذلك يتبعون العروق ، ويخرجونها من اللحم.
قال في الثعلبي بالإسناد إلى أنس بن مالك عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال في عرق النساء : يؤخذ إلية كبش عربي ، لا صغير ولا كبير ، فتقطع صغارا فتخرج إهالته فتقسم ثلاثة أقسام ، ويشرب كلّ يوم قسم على ريق النفس (١) ، قال أنس : فوصفته لأكثر من مائة فبرئوا بإذن الله عزوجل.
قال : وعن شعبة أنه قال : حدثني شيخ في زمن الحجاج بن يوسف في عرق النساء ، أقسم لك بالله (٢) الأعلى لأن لم ينته دبيبك لأكوينك
__________________
(١) هكذا في بعض النسخ ، وفي النجري بهذا اللفظ ، وفي بعض النسخ (ويشرب كل يوم على ريق النفس ثلاثا).
(٢) في شرح آيات النجري (أقسم بالمليك الأعلى).