وعن علي عليهالسلام : «إلى أداء الفرائض» وعن ابن عباس «إلى الإسلام» وعن عثمان «إلى الإخلاص» وعن أبي العالية «إلى الهجرة» وعن أنس «إلى التكبيرة الأولى» وعن سعيد بن جبير «إلى أداء الطاعات» وعن الضحاك «إلى الجهاد» وعن يمان (١) «إلى الصلوات الخمس» وعن عكرمة ، والأصم ، والقاضي «إلى التوبة» وعن مقاتل «إلى الأعمال الصالحة» وعن أبي مسلم «إلى جميع ما سبق».
وقوله تعالى : (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (٢).
__________________
ـ والأرض؟ فأثبت هنا ما ذكره الحاكم في تفسيره ، ولفظه (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا) وإنما ذكر العرض بالعظم دون الطول ، لأنه يدل على أن الطول أعظم ، وليس كذلك لو ذكر الطول بدلا من العرض ، وعن الزهري قال : إنما وصف العرض فأما الطول فلا يعلمه إلا الله ، وقيل : لم يرد العرض الذي هو خلاف الطول ، وإنما أراد سعتها ، وعظمها. والعرب إذا وصفت الشيء بالسعة وصفته بالعرض. أنشد أبو مسلم :
بلاد عريضة وأرض أريضة |
|
مواقع عتب في فضاء عريض |
و (السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) يعني : كعرض السموات السبع والأرضين السبع إذا ضم بعض ذلك إلى بعض ، عن ابن عباس ، والحسن ، وقيل : تقديره عرضها عرض السموات فحذف كقوله (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) يعني : كبعث نفس ، ويقال : إذا كانت الجنة عرضها السموات والأرض فأين تكون النار؟ قلنا : سئل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك فقال : سبحان الله إذا جاء النهار فأين يذهب الليل) وهذه معارضة حسنة سقطت المسألة لأن القادر على أن يذهب الليل حيث شاء قادر على أن يخلق النار حيث شاء ، وروي أن جماعة من اليهود سألوا عثمان عن ذلك فأتى بهذا ، فقالوا : إنه لمثلها في التوراة ، وسئل ابن عباس عن ذلك ، فأجاب كذلك).
(١) (عن يمان) هو في الحاكم هكذا.
(٢) (وقوله تعالى : (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) مبتدأ ، فأين الخبر؟ يقال : هو محذوف وتقديره : يؤيد ذلك. أي : كلام أبي مسلم ، أو إلى ما سبق كله ، لأن ما تقدم كله من صفات المتقين. ثم أضاف صفات أخر بقوله (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ) الخ.