صفة لرَجُلٌ ، أو يجعل خبر كانَ .. يُورَثُ وكَلالَةً حال من الضمير في يُورَثُ ، هذا كلام جار الله رحمهالله تعالى (١) وهذا إذا جعل لكلالة للميت.
وقرئ في الآحاد (يُوَرِّثْ كلالة) بتشديد الراء وتخفيفها بناء للفاعل ، وانتصاب (كَلالَةً) على أنه مفعول به أو حال ، وإذا جعلت الكلالة للقرابة فانتصاب (كَلالَةً) على أنه مفعول له ، أي : يورث لأجل الكلالة ، أو يورث غيره لأجلها ، وتكملة هذا بيان الكلالة.
[معنى الكلالة]
واعلم : أن الكلالة في الأصل المصدر لمعنى الكلال وهو ذهاب القوة من حفى الإعياء ، قال الأعشى (٢) :
فآليت لا أرثي لها من كلالة |
|
ولا من وجيّ حتى تلاقى محمدا |
ثم استعيرت للقرابة أو للميت ، وقد اختلفوا في الكلالة على أقوال :
الأول : أنه اسم للميت الذي يورث عنه ، وهذا قول الضحاك ، والسدي (٣) ، والمراد : إذا لم يخلف الميت والدا ولا ولدا ؛ أخذا من
__________________
(١) الكشاف (١ / ٥٠٩).
(٢) الكشاف (١ / ٥١٠٨ ، زاد المسير (٢ / ٣٢) ، والبيت من قصيدة للأعشى مطلعها
غتمض عيناك ليلة أرمدا |
|
وعادك ما عاد السليم المسهدا |
وهي قصيدة مدح بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي في ديوانه (ص) ١٧ بشرح وتعليق د / محمد محمد حسين ، مؤسسة الرسالة ط (٧) ١٤٠٣ ه : ١ / ١٦٨٣ م ، والبيت المذكور في ديوانه هكذا :
فآليت لا رأثي لها من كلالة |
|
ولا من حفى حتى تزور محمدا |
وقوله حفي بالرجل تلطف بهو بالغ في إكرامه.
(٣) وأيضا قول ابن عباس وأبو عبيدة في جماعة ، وقال أبو يعلى : الكلالة اسم للميت ولحالة صفته ولذلك انتصب. انظر زاد المسير (٢ / ٣٢).