وقال ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك : هي النشوز والفحش على الزوج بالكلام (١) ، وفي قراءة أبيّ (إلا أن يفحشن عليكم).
وقوله : (مُبَيِّنَةٍ) ، قرأ نافع ، وأبو عمرو. بكسر الياء ، وقرأ ابن كثير ، وعاصم مُبَيَّنَة بفتح الياء ، وقيل : الاستثناء راجع إلى أخذ المال لا إلى العظل ، بل إذا نشزت عذر في طلب الخلع إلا إذا (٢) لم يكن منها نشوز ، وقد تقدم ذكر الخلاف (٣).
وقوله تعالى : (وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) نهي عن فعل الجاهلية في مضارتهن للإفتداء ، ويدخل في هذا وجوب النفقة والكسوة ، والعدل ، والقسمة ، وحسن المعاشرة في الأخلاق ، فلا يضرب ولا يشتم ، ويبسط الوجه معها.
وقوله تعالى : (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) اختلف المفسرون في معنى ذلك ، فقيل : هذا حث على الإمساك وزجر عن العجلة في الطلاق ، وأن لا يفعل بما يشتهيه النفس بل ينظر إلى أسباب الصلاح ، فلعل نفسه تكره الأصلح وتحب الأضر ، فأمر الله تعالى بالصبر وحسن المعاشرة لعل الله تعالى يجعل في إمساكهن خيرا كثيرا (٤).
قال أبو علي : والخير الكثير هو ولد صالح (٥) ، وقيل : كل خير (٦) ،
__________________
(١) زاد المسير (٢ / ٤١) ، القرطبي (٥ / ٩٥).
(٢) في (ب) : لا إذا.
(٣) لعله في تفسير قوله : في سورة البقرة : (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا) الآية.
(٤) نظر حول المعنى : القرطبي (٥ / ٩٨) ، الزمخشري (١ / ٥١٤) ، زاد المسير (٢ / ٤٢).
(٥) وهو أيضا عن السدي وابن عباس ، الطبري (٣ / ٦٥٥ براقم ٨٩١١) ، عن السدي ، البغوي في معالم التنزيل (١ / ٤٠٩) ، الدر المنثور للسيوطي (٢ / ٢٣٦) ، تفسير الثعالبي (٢ / ١٩٦) ، الخازن (١ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧) ، تفسير الطرسي (٤ / ٥٦).
(٦) تفسير الطرسي (٤ / ٥٧).