بن قيس بن شماس حين كرهته امرأته وأراد فراقها : «خذ منها ما أعطيتها» فقال : هل يحل لي ذلك وقد أفضى بعضنا إلى بعض؟ قال : «نعم» (١).
وقوله تعالى : (أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) الهمزة للاستفهام (٢) والمراد به النهي ، والبهتان : الظلم (٣) كالظلم بالبهتان أو باطلا كبطلان البهتان (٤) وانتصاب بهتان بنزع الخافض أي : ببهتان (٥) ، وقيل : بإضمار فعل تقديره تصيبون به بهتانا وإثما ، وفي الكشاف انتصب على الحال أي : باهتين [وآثمين] أو على أنه مفعول له وإن لم يكن غرضا كقوله : قعد عن الحرب جبنا (٦).
وقوله تعالى : (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ) هذا تعجيب من أخذهم مع الإفضاء ، كقوله تعالى : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ) [آل عمران : ١٠١] والمراد بالإفضاء : الجماع لكن كني عنه
__________________
(١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٧ / ٣١٢ ـ ٣١٥) ، والصغرى (٢ / ٨٠ رقم ٢٧٥٧) والبخاري في صحيحه (٩ / ٣٩٥) فتح الباري وابن ماجة (ج / ٢٠٥٧) النسائي (٦ / ١٦٩) كتاب الطلاق باب الخلع ، وأحمد في المسند (٤ / ٣) ، (٦ / ٣٣) ، واحتج به معظم من صنف في التفسير ومنهم الطبرسي (٤ / ٥٥) وانظر الناسخ والمنسوخ لعبد الله بن الحسين ص (٧٩) بتحقيقنا جاشية (٤).
واحتج به معظم من صنف في التفسير ومنهم : الطبرسي (٤ / ٥٥).
(٢) هي للاستفهام الإنكاري ، والمعنى تأخذونه باطلا وظلما كالظلم بالبهتان ، وقيل : معناه أتأخذونه بإنكار التمليك ، وقيل : الاستفهام للإنكار والتقريع ، انظر تفسير الطبرسي (٤ / ٥٨) ، تفسير الطبري (٣٦٥٦) ، فتح القدير (١ / ٤٤١) طبعة دار المعرفة.
(٣) وقيل : البهتان الكذب الذي يواجه به صاحبه على وجه المكابرة له ، واصله التحيز ، تفسير الطبرسي (٤ / ٥٧).
(٤) البهتان عبارة عن الزور ، وقيل : البهتان أخذ المال غصبا ، وفيه تجوز. (ح / ص).
(٥) على رأي الكوفيين. (ح / ص).
(٦) الكشاف (١ / ٥١٤) ، وما بين [] منه.