وثمرة هذه الآية : وجوب طاعة الله تعالى بامتثال أوامره ، وطاعة الرسول كذلك ، ووجوب طاعة أولي الأمر ، وقد اختلف من هم؟ فقيل : الخلفاء الراشدين الأربعة.
وروي في (الثعلبي) خبرا مسندا عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «الخلافة بعدي في أمتي في أربعة في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم» وهذا محكي عن أبي بكر الوراق.
وقال عكرمة : أولي الأمر أريد به أبو بكر ، وعمر ؛ لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر» (١) و «إن لي وزيرين في الأرض ووزيرين في السماء فبالسماء جبريل وميكائيل وبالأرض أبو بكر وعمر ، هما عندي بمنزلة الرأس من الجسد» وقد مثلهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالأنبياء ، فمثل أبا بكر بإبراهيم وعيسى ، ومثل عمر بنوح وموسى ، وذلك في حديث المفاداة ، هذا ما ذكره الثعلبي.
وقال عطاء : هم المهاجرون والأنصار ، التابعون لهم بإحسان بدليل قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) الآية.
__________________
(١) قال ابن حجر في التلخيص في حديث عكرمة هذا (اقتدوا باللذين من بعدي) : هذا من حديث عبد الملك بن عمير ، عن ربعي ، عن حذيفة ، قال : أعله أبو حاتم وأخرجه الثعلبي من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر ، وقال : لا أصل له من حديث مالك ، وقال البزار ، وابن حزم : لا يصح ؛ لأنه عن عبد الملك بن عمير ، عن مولى ربعي ، ورواه وكيع عن سالم المرادي ، عمر عمر بن مرة ، عن ربعين عن رجل من أصحاب حذيفة عن حذيفة ، وتبين أن عبد الملك سمعه من ربعي ، وأن ربعيا لم يسمعه من حذيفة. أه كلامه فاعرف ما قيل فيه ، وأما الأول فقال الغزالي في كتاب سر العالمين : وتمسكت البكرية في إمامة أبي بكر بقوله (سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ) ولم يذكر لهم حجة على إمامته سواها ، وسوى أنه صلى بالناس في مرضه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلو كان لذلك الحديث حجة لذكره ، وهو من أئمتهم في الفنون.