وقيل : إنه صلىاللهعليهوآلهوسلم وادع هلال بن عويمر الأسلمي على أن من لجأ إليهم فله من الجوار مثل الذي لهلال (١).
وعن ابن عباس : أراد بالقوم الذين بينهم وبينهم ميثاق بني بكر بن زيد مناة ، فأراد بالوصول أي : يدخلون في غيرهم ويلحقون بهم ، وهذا مروي عن الحسن والسدي وابن زيد ، وعكرمة (٢) ، وقيل : معنى يصلون أي : ينتسبون ، هذا مروي عن أبي عبيدة.
قال الحاكم : وأنكر ذلك بعض الفقهاء ؛ لأن النسب لا يوجب حقن الدم ، ولهذا قاتل صلىاللهعليهوآلهوسلم هو ومن معه من ينتسب إليهم ، والذي يدل على أن الاتصال لصار بمعنى الانتساب قول الأعشى (٣) :
إذا اتصلت قالت لبكر بن وائل |
|
وبكر سبتها والأنوف رواغم (٤) |
وقوله تعالى : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) اختلف في معنى هذا الكلام فقيل : هؤلاء صنف أخر ، أخرجوا من الأخذ والقتل ، وهم قوم حصر تصدورهم أي : ضاقت عن قتال المسلمين ، وعن قتال قومهم ، فهؤلاء لا يتعرض لهم ؛ لأن قد أخرجوا نفوسهم عن المقاتلة وإن كانوا كفارا ، والمعنى قد حصرت صدورهم (٥).
__________________
(١) الطبرسي (٥ / ١٨٦ ـ ١٨٧) ، الكشاف (١ / ١٥٥) ، زاد الكسير (٢ / ١٥٧).
(٢) الكشاف (١ / ١٥٥) ، الطبرسي (٥ / ١٨٧). ، زاد المسير (٢ / ١٥٧ ـ ١٥٨).
(٣) زاد المسير (٢ / ١٥٧).
(٤) البيت في ديوانه ص (٨١) ، تفسير الطبري (٤ / ١٩٩) ، والقرطبي (٥ / ٣٠٨) ، وينظر زاد المسير (٢ / ١٥٧) ، ومنه مجاز القرآن (١ / ١٣٦) ، غريب القرآن (١٢٣).
(٥) تفسير الطبرسي (٤ / ٥٠٠) ، زاد الكسير (٢ / ١٥٩) الطبرسي (٥ / ١٨٦) وما بعدها) ، القرطبي (٥ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩).