وفي قراءة يعقوب (حَصِرَةً صُدُورُهُمْ) بنصب التاء والتنوين ، وهذا مروي عن الحسن والسدي (١) ، إن المستثنى صنفان.
وقيل : أو بمعنى الواو والتقدير : وجاءوكم قد حصرت صدورهم ، وهم الذين (٢) لهم عهد من له ميثاق من المسلمين (٣).
وقال أبو علي : هم فرقة واحدة ، وهم قوم مؤمنون بين كفار أهل عهد ، فبين تعالى أنهم إن أقاموا بين أهل العهد أو جاءوا الرسول ، وقد ضاقت قلوبهم عن قتالكم لإيمانهم ، وضاقت عن قتال قومهم للقرابة والصلة (٤).
وقال أبو مسلم محمد بن بحر : المستثنى فرقتان من المؤمنين لهم عذر في ترك القتال ، ففرقة أرادوا الخروج إلى رسول الله لنصرته فصاروا إلى قوم من الكفار في طريقهم بينكم وبينهم ميثاق ، فلم (٥) يمكنهم الوصول إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أقاموا معهم حتى تمكنوا من الوصول إليه.
والفريق الثاني : وصلوا إلى الرسول عليهالسلام وجاءوا وقد حصرت صدروهم عن القتال للمسلمين لإيمانهم ، وعن القتال للكفار للمخافة على الأموال والذراري ، فمنع الله سبحانه من قتلهم أو (٦) أسرهم.
قال جار الله : يحتمل أن يكون العطف على صفة قوم ، والمعنى : إلا الذين يصلون إلى قوم معاهدين أو إلى قوم كفوا عن القتال ، ويحتمل
__________________
(١) زاد المسير (٢ / ١٥٩) ، الطبري (٤ / ٢٠٠) ، الطبرسي (٥ / ١٨٥) ، تفسير ابن كثير (١ / ٨٤٣) ، القرطبي (٥ / ٣٠٨).
(٢) في (أ) : الذي.
(٣) انظر الكشاف (١ / ٥٥٢) ، الخازن (١ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨) ،
(٤) التهذيب للحاكم الجشمي (خ)
(٥) في (ل) : ولم. ونهاسة [٣٤ ب ـ أ]
(٦) في (ل) : وأسرهم.