كثير منهم الوصية لأهل الذمة ، وكذلك الإغتمام بغمه في أمر ، كاغتمام المسلمين لغلب فارس للروم ، وسيأتي زيادة على هذا إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى
(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) [النساء : ١٤٠]
النزول
قيل : كان المنافقون يجلسون إلى أحبار اليهود ، فيسخرون من القرآن ويحرفونه عن مواضعه ، فنزلت الآية نهيا عن مجالستهم ومخالطتهم.
قال ابن عباس : دخل في هذه الآية كل محدث في الدين.
وثمرة الآية : صريح وفحوى.
أما الصريح فالنهي عن القعود مع المستهزئيين بآيات الله.
وأما الفحوى : فجواز القعود معهم إذا أعرضوا عن الاستهزاء ، وخاضوا في حديث غيره.
واعلم : أنه لا خلاف في تحريم القعود والمخالطة إذا كان ذلك يوهم بأن القاعد راض ، ولا خلاف أنه يحرم القعود إذا خشي الإفتتان ، ولا خلاف أنه يجوز القعود للنكير عليهم ، والدفع لهم (١).
قال الحاكم : ولذلك يحضر العلماء مع أهل الضلالة يناظرونهم ، ولهم بذلك الثواب العظيم.
__________________
(١) في (ح / ص) : بل يجب.