بقوله : (فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَ) وأبو حنيفة احتج بهذا على أن للمرأة أن تعقد النكاح ، وفيه ما تقدم (١).
القراءة الظاهرة (يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ) بضم الياء ، وروي في قراءة علي (٢) عليهالسلام (يَتَوفّون) بفتحها ، أي : يتوفون أعمارهم.
قال الزمخشري : والذي يحكى أن أبا الأسود الدؤلي كان يمشي خلف جنازة فقال له رجل : من المتوفّي بكسر الفاء؟ قال : الله. وأن ذلك كان أحد الأسباب الباعثة لعلي عليهالسلام على أمره أنه يضع كتابا في النحو ـ تناقضه هذه القراءة (٣).
وقوله تعالى : (وَعَشْراً) قيل : أراد عشر ليال ؛ لأن لفظه مؤنث ، وهذا محكي عن الأوزاعي ، وأطلقه في مهذب الشافعي.
وقيل : إنها أيام ، وإنما جاء بلفظ التأنيث تغليبا له من حيث أنه يبتدأ به في التاريخ ؛ لأن الليلة أول الشهر ، وإلا فلا بد من مجموع الليالي والأيام في العشر ، ونظير هذا قوله تعالى : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) [طه : ١٠٣] وحكي عن الفراء : صمنا عشرا من رمضان.
وقد قال جار الله رضي الله عنه : هي عشرة أيام ، وإنما قال :
__________________
(١) في قوله تعالى : (وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَ).
(٢) وفي الكشاف ، والتهذيب مثله ، ونسبا القراءة إلى الإمام علي عليهالسلام.
(٣) قوله : (تناقضه هذه القراءة) هو خبر قوله : (والذي يحكى أن أبا).
قال في حاشية العلوي : وذكر صاحب المفتاح أن المسئول هو علي عليهالسلام ، لا أبا الأسود ، وأنه لم يقل : فلان ، بل قال : الله ـ كما هنا ـ ردا لكلامه ، مخطيا إياه ، منبها له بذلك على أنه كان يجب أن يقول : من المتوفى؟ بلفظ المفعول ، يريد أن السائل لم يكن بليغا حتى يدرك المعنى الدقيق من هذا اللفظ فما استحق الجواب لذلك. حاشية علوي. (ح / ص).