عليه ، ويسألهم : كم صليتم؟ كفعل أهل الكتاب ، فنزل قوله تعالى : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) فأمرنا بالسكوت ، ونهينا عن الكلام.
ثمرة الآية :
وجوب المحافظة على الصلوات ، والمراد الواجبات ، وتأكيد المحافظة على الوسطى ، لكن اختلف ما أراد بالمحافظة ، فقيل : أراد المداومة على فعلها. وقيل : استيفاء أركانها ، ومواقيتها ، ولا دلالة في الآية مصرحة ما أراد بالوسطى ، وفي ذلك أقوال للعلماء رحمهمالله تعالى :.
فقال الهادي ، والناصر : إنها الظهر لأن سبب نزولها ما ذكر أنهم تراخوا عن الظهر ، فنزلت ، وكثر الناس فدل ذلك أنهم فهموا أنها الظهر ، ولأنها وسط النهار ، وهذا مروي عن عائشة ، وزيد بن ثابت ، وأبي سعيد الخدري ، ورواه الهادي عن علي عليهالسلام.
القول الثاني : قول المؤيد بالله ، وأبي حنيفة : إنها العصر ، وهذا مروي عن علي عليهالسلام ، وأبي هريرة ، وابن مسعود ، وعائشة ، وأم سلمة ، وحفصة ، وأم حبيبة ، واحتجوا بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ، ملأ الله بطونهم وقبورهم نارا).
وعن حفصة أنها قالت لمن كتب لها المصحف (١) : إذا بلغت هذه الآية فلا تكتبها حتى أمليها عليك كما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرؤها ، فأملت عليه (والصلاة الوسطى صلاة العصر).
وعن عائشة ، وابن عباس : والصلاة الوسطى ، وصلاة العصر) بالواو ، فيكون التخصيص لصلاتين الصلاة الوسطى ، وصلاة العصر.
وقيل : فضلت العصر لما في ذلك الوقت ، من اشتغال الناس بمعائشهم ؛ لأنه وقت الإبراد.
__________________
(١) الذي كتبه لها هو رافع مولى عمر. شرح التجريد.