[٢ / ٢٥٤] وأخرج البزّار وأبو يعلى والمرهبي في فضل العلم والحاكم وصحّحه عن ابن الخطاب قال : كنت جالسا مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «أنبئوني بأفضل أهل الإيمان إيمانا؟ قالوا : يا رسول الله ، الملائكة؟ قال : هم كذلك ، ويحقّ لهم ، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة الّتي أنزلهم بها. قالوا : يا رسول الله ، الأنبياء الّذين أكرمهم الله برسالاته والنبوّة! قال : هم كذلك ، ويحقّ لهم ، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة الّتي أنزلهم بها. قالوا : يا رسول الله ، الشهداء الّذين استشهدوا مع الأنبياء! قال : هم كذلك ، ويحقّ لهم ، وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء. بل غيرهم. قالوا : فمن يا رسول الله؟! قال : أقوام في أصلاب الرجال ، يأتون من بعدي ، يؤمنون بي ولم يروني ، ويصدّقوني ولم يروني ، يجدون الورق المعلّق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا» (١).
[٢ / ٢٥٥] وأخرج الحسن بن عروة في «جزئه» المشهور والبيهقي في الدّلائل والأصبهاني في الترغيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أيّ الخلق أعجب إليكم إيمانا؟ قالوا : الملائكة. قال : وما لهم لا يؤمنون ، وهم عند ربّهم! قالوا : فالأنبياء. قال : فما لهم لا يؤمنون ، والوحي ينزل عليهم! قالوا : فنحن. قال : وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم ، ألا إنّ أعجب الخلق إليّ إيمانا لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيه» (٢).
[٢ / ٢٥٦] وأخرج الطبراني عن ابن عبّاس قال : أصبح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما فقال : «ما من ماء ما من ماء؟ قالوا : لا. قال : فهل من شنّ؟ فجاؤوا بالشنّ (٣) ، فوضع بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ووضع يده عليه ثمّ فرق أصابعه ، فنبع الماء مثل عصا موسى من بين أصابع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : يا بلال اهتف بالناس بالوضوء ، فأقبلوا يتوضّأون من بين أصابع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكانت همّة ابن مسعود الشرب ، فلمّا توضّأوا صلّى بهم الصبح ، ثمّ قعد للنّاس فقال : يا أيّها النّاس من أعجب الخلق إيمانا؟ قالوا : الملائكة! قال : وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر! قالوا : فالنبيّون يا رسول الله! قال : وكيف لا يؤمن النبيّون والوحي ينزل عليهم من السماء! قالوا : فأصحابك يا رسول الله! فقال : وكيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون ، ولكن أعجب الناس إيمانا ، قوم يجيئون بعدي يؤمنون بي
__________________
(١) الدرّ ١ : ٦٥ ؛ البزّار ١ : ٤١٣ / ٢٨٩ ، باختصار ؛ أبو يعلى ١ : ١٤٧ / ١٦٠ ؛ الحاكم ٤ : ٨٥ ـ ٨٦ ؛ كنز العمّال ١٤ : ٤١ / ٣٧٨٨٠ ؛ مجمع الزّوائد ١٠ : ٦٥ ؛ الثعلبي ١ : ١٤٧.
(٢) الدرّ ١ : ٦٥ ـ ٦٦ ؛ الدّلائل ٦ : ٥٣٨ ؛ ابن كثير ١ : ٤٤.
(٣) الشنّ : القربة الخلقة الصغيرة.