[٢ / ٢٩٩] وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي بما أنزل إليك ، وإن قالوا : إنّا قد آمنّا بما جاء من قبلك (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) أي إنّهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق لك ، فقد كفروا بما جاءك وبما عندهم ممّا جاءهم به غيرك ، فكيف يسمعون منك إنذارا وتخويفا ، وقد كفروا بما عندهم من نعتك (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) أي عن الهدى أن يصيبوه أبدا بغير ما كذّبوا به من الحقّ الّذي جاءك من ربّك ، حتّى يؤمنوا به ، وإن آمنوا بكلّ ما كان قبلك ، (وَلَهُمْ) بما هم عليه من خلافك (عَذابٌ عَظِيمٌ) فهذا في الأحبار من اليهود (١).
[٢ / ٣٠٠] وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال : نزلت هاتان الآيتان في قادة الأحزاب ، وهم الّذين ذكرهم الله في هذه الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً)(٢). قال : فهم الّذين قتلوا يوم بدر ، ولم يدخل من القادة أحد في الإسلام إلّا رجلان : أبو سفيان والحكم بن أبي العاص (٣).
[٢ / ٣٠١] وأخرج الثعلبي في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) عن الكلبي قال : يعني اليهود (٤).
[٢ / ٣٠٢] وأخرج عن الضحّاك قال : نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته (٥).
__________________
ــ فنرجو ، ونقرأ فنكاد أن نأيس ، فقال : ألا أخبركم؟ ثمّ قال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) هؤلاء أهل النار. قالوا : لسنا منهم يا رسول الله؟ قال : أجل» ؛ ابن كثير ١ : ٤٨.
(١) الدرّ ١ : ٧٢ ؛ الطبري ١ : ١٥٩ / ٢٤٥ ، إلى قوله : «جاء من قبلك». و ١٦٣ / ٢٤٩ ، إلى قوله : «نعتك» و ١٦٨ / ٢٥٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٤٠ و ٤١ / ٩٢ و ٩٤.
(٢) إبراهيم ١٤ : ٢٨.
(٣) الدرّ ١ : ٧٢ ـ ٧٣ ؛ الطبري ١ : ١٦٠ و ١٦٨ / ٢٤٨. عن الربيع بن أنس ، إلى قوله : «يوم بدر» ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٤٠ / ٩٣ ، بلفظ : «عن أبي العالية : قال : آيتان في قادة الأحزاب (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) قال : هم الّذين ذكرهم الله في هذه الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) ابن كثير ١ : ٤٨ ، باختصار.
(٤) الثعلبي ١ : ١٤٩.
(٥) المصدر.