ما من عبد أسرّ خيرا فذهبت الأيّام أبدا حتّى يظهر الله له خيرا ، وما من عبد يسرّ شرّا فذهبت الأيّام أبدا حتّى يظهر الله له شرّا».
[٢ / ٣٦٢] وعن محمّد بن عرفة قال : قال لي الرّضا عليهالسلام : «ويحك يا ابن عرفة! اعملوا لغير رياء ولا سمعة ، فإنّه من عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل ، ويحك! ما عمل أحد عملا إلّا ردّاه الله به (١) ، إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشرّ».
[٢ / ٣٦٣] وعن عمر بن يزيد قال : إني لأتعشّى مع أبي عبد الله عليهالسلام إذ تلا هذه الآية : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ. وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ)(٢) [فقال :] «يا أبا حفص ما يصنع الإنسان أن يتقرّب إلى الله ـ عزوجل ـ بخلاف ما يعلم الله تعالى ؛ (٣) إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقول : من أسرّ سريرة ردّاه الله رداءها إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ».
[٢ / ٣٦٤] وعن السكونيّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به ، فإذا صعد بحسناته يقول الله ـ عزوجل ـ : اجعلوها في سجّين (٤) ، إنّه ليس إيّاي أراد بها».
[٢ / ٣٦٥] وبإسناده قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «ثلاث علامات للمرائي : ينشط إذا رأى الناس ، ويكسل إذا كان وحده ، ويحبّ أن يحمد في جميع أموره».
[٢ / ٣٦٦] وعن عليّ بن سالم قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «قال الله ـ عزوجل ـ : أنا خير شريك ، من أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبله إلّا ما كان لي خالصا».
[٢ / ٣٦٧] وعن داوود ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من أظهر للناس ما يحبّ الله ، وبارز الله بما كرهه لقي الله وهو ماقت له».
[٢ / ٣٦٨] وعن فضل أبي العباس ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويسرّ سيّئا أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أنّ ذلك ليس كذلك ، والله ـ عزوجل ـ يقول : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) إنّ السّريرة إذا صحّت قويت العلانية».
[٢ / ٣٦٩] وعن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «ما من عبد يسرّ خيرا
__________________
(١) يقال : ردّى الرجل أي ألبسه.
(٢) القيامة ٧٥ : ١٤ ـ ١٥.
(٣) وفي رواية أخرى : «ما يصنع الإنسان أن يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه» الكافي ٢ : ٢٩٦ / ١٥.
(٤) قال تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (المطفّفين ٨٣ : ٧).