(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) قال : النفاق. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت قول الشاعر :
أجامل أقواما حياء وقد أرى |
|
صدورهم تغلي عليّ مراضها (١) |
قال : فأخبرني عن قوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) قال : الأليم الموجع. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟
قال : نعم. أما سمعت قول الشاعر :
نام من كان خليّا من ألم |
|
وبقيت اللّيل طولا لم أنم (٢) |
[٢ / ٣٨٩] وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (مَرَضٌ) قال : شكّ.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مثله (٣).
[٢ / ٣٩٠] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله : (مَرَضٌ) قال : ريبة وشكّ في أمر الله. (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) قال : ريبة وشكّا. (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) قال : إيّاكم والكذب ، فإنّه باب النفاق ، وإنّا والله ما رأينا عملا قطّ أسرع في فساد قلب عبد من كبر أو كذب (٤).
[٢ / ٣٩١] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) قال : هذا مرض في الدّين ، وليس مرضا في الأجساد ، وهم المنافقون والمرض ، الشكّ الّذي دخلهم في الإسلام (٥).
[٢ / ٣٩٢] وأخرج عن الربيع في قوله (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) قال : هؤلاء أهل النفاق. والمرض الّذي في قلوبهم الشكّ في أمر الله عزوجل (٦).
[٢ / ٣٩٣] وقال عكرمة وطاوس في قوله : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) : يعني الرياء (٧).
__________________
(١) مراض : جمع مرض ، من به مرض.
(٢) الدرّ ١ : ٧٥ ـ ٧٦.
(٣) الدرّ ١ : ٧٥ ؛ الطبري ١ : ١٧٧ / ٢٧٠ ، و ١٧٨ / ٢٧٧ و ٢٧٨ ، نقلا عن ابن مسعود ورجل من أصحاب النّبى صلىاللهعليهوآلهوسلم بلفظ : «فزادهم الله ريبة وشكّا» ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٤٣ و ٤٤ / ١١٢ و ١١٤ ؛ ابن كثير ١ : ٥١ ، نقلا عن السّدّي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عبّاس وعن مرّة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وأيضا عن ابن عبّاس ومجاهد وعكرمة والحسن البصري وأبي العالية والربيع بن أنس وقتادة.
(٤) الدرّ ١ : ٧٦ ؛ الطبري ١ : ١٧٧ و ١٧٩ / ٢٧٤ و ٢٧٩ ، إلى قوله وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ....
(٥) الدرّ ١ : ٧٦ ؛ الطبري ١ : ١٧٧ / ٢٧٣ و ٢٧٦ ؛ ابن كثير ١ : ٥١.
(٦) الدرّ ١ : ٧٦ : الطبري ١ : ١٧٧ / ٢٧٥.
(٧) ابن كثير ١ : ٥١.