حديث نصر بن عليّ (١).
[٢ / ٧٠٣] غير أنّ أحمد روى الحديث بالإسناد إلى الجريرى عن أبي نضرة عن أبي سعيد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الّذي سأل ابن صائد عن تربة الجنّة ، فقال : درمكة بيضاء مسك خالص ، فقال : صدق (٢).
ومن ثمّ فقد خلط السيوطي (٣) حيث نسب حديث ابن أبي شيبة إلى مسلم وأحمد أيضا ، وكم له من هذا النوع من الخلط الفاحش!
غير أنّ أخبار ابن صائد أو ابن صيّاد المزعوم أنّه الدجّال ، يخرج في آخر الزمان ، لا تعدو أساطير سطّرتها يد المخاريف ، وإن كان قد اعتنى بها أصحاب الصحاح ، وعقد لها مسلم في صحيحه أبوابا في تنوّع وتفصيل ؛ وقد صحّ عن الإمام أحمد بن حنبل : ثلاثة لا أصل لها ، وعدّ منها أخبار الملاحم والفتن (٤).
[٢ / ٧٠٤] وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنّة وأبو الشيخ في العظمة عن أبي زميل. أنّه سأل ابن عبّاس ما أرض الجنّة؟ قال : مرمرة بيضاء من فضة كأنّها مرآة ، قال : ما نورها؟ قال : أما رأيت الساعة الّتي يكون فيها طلوع الشمس؟ فذلك نورها ، إلّا أنّه ليس فيها شمس ولا زمهرير ، قال : فما أنهارها أفي أخدود (٥)؟ قال : لا ، ولكنّها تفيض على وجه الأرض ، لا تفيض هاهنا ولا هاهنا. قال : فما حللها؟ قال : فيها الشّجر فيها الثمر كأنّه الرمّان ، فإذا أراد وليّ الله منها كسوة انحدرت إليه من أغصانها فانفلقت له من سبعين حلّة ، ألوانا بعد ألوان ثمّ لتطبق فترجع كما كانت (٦).
__________________
(١) شرح النووي ١٨ : ٥٢.
(٢) مسند أحمد ٣ : ٤٣.
(٣) الدرّ ١ : ٩٣.
(٤) الإتقان ٤ : ١٨٠.
(٥) والخدّة والأخدود : الشقّة المستطيلة في الأرض.
(٦) الدرّ ١ : ٩٣ ؛ صفة الجنّة : ٥٩ ـ ٦٠ / ١٦٦ ، من قوله : «فما حلل الجنّة» إلى آخر الحديث ؛ العظمة ٣ : ١١٠١ / ٥٩٩ ، باب ٢٠ (صفة السماوات) ، بلفظ : زميل بن سماك أنّه سمع أباه يقول : قال : قلت لابن عبّاس : ما أرض الجنة؟ قال : مرمرة بيضاء من فضّة كأنّها مرآة. قلت : فما نورها؟ قال : أما رأيت الساعة الّتي تكون قبل طلوع الشمس كذلك نورها إلّا أنّه ليس فيها شمس ولا زمهرير ، قلت : فما أنهارها أفي خدّة؟ قال : لا ولكنّها تجري على أرض الجنّة منسكبة لا تفيض هاهنا ولا هاهنا. قال الله تعالى لها : كوني.