هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قال : فإنّ فوق ذلك سماء. هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قال : فإنّ فوق ذلك موجا مكفوفا (١) وسقفا محفوظا. هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قال : فإنّ فوق ذلك سماء. هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قال : فإنّ فوق ذلك سماء أخرى. هل تدرون كم ما بينهما؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قال : فإنّ بينهما مسيرة خمسمائة عام ـ حتّى عدّ سبع سماوات ـ بين كلّ سماءين مسيرة خمسمائة عام ، ثمّ قال : هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قال : فإنّ فوق ذلك العرش. فهل تدرون كم بينهما؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قال : فإنّ بين ذلك كما بين السماءين ، ثمّ قال : هل تدرون ما هذه؟ هذه أرض. هل تدرون ما تحتها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قال : أرض أخرى وبينهما مسيرة خمسمائة عام ـ حتّى عدّ سبع أرضين ـ بين كلّ أرضين مسيرة خمسمائة عام» (٢).
[٢ / ٩١٨] وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الردّ على الجهميّة وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود ـ واللفظ للدارمي ـ قال : ما بين السماء الدنيا والّتي تليها مسيرة خمسمائة عام ، وبين كلّ سماءين مسيرة خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة وبين الكرسيّ خمسمائة عام ، وبين الكرسي إلى الماء خمسمائة عام. والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه (٣).
[٢ / ٩١٩] وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عبّاس قال : تفكّروا في كلّ شيء ولا تفكّروا في ذات الله ، فإنّ بين السماء السابعة إلى كرسيّه سبعة آلاف نور. وهو فوق ذلك (٤).
__________________
(١) يقال : كفّ الإناء : ملأه ملأ مفرطا.
(٢) الترمذي ٥ : ٧٧ ـ ٧٨ / ٣٣٥٢ ، سورة الحديد ؛ العظمة ٢ : ٥٦٠ ـ ٥٦٢ / ٢٠١ ، باب ٩ (ذكر عرش الربّ تبارك وتعالى وكرسيّه و...) ؛ الدرّ ١ : ١٠٨ ـ ١٠٩ ؛ مجمع الزوائد ١ : ٨٥ ـ ٨٦ ؛ القرطبي ١ : ٢٥٩.
(٣) الردّ على الجهميّة : ١٢ ؛ كتاب التوحيد للدارمي : ١٠٥ ؛ الدرّ ١ : ١٠٩ ؛ الكبير ٩ : ٢٠٢ ، باختلاف ؛ العظمة ٢ : ٥٦٥ ـ ٥٦٦ / ٢٠٣ ، باب ٩ (ذكر عرش الربّ تبارك وتعالى وكرسيّه و...) ؛ الأسماء والصفات ، الجزء الثالث : ٥٦٢ ـ ٥٦٣ ، باب ما جاء في العرش والكرسيّ ؛ مجمع الزوائد ١ : ٨٦ ، وفيه : «رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح» ؛ القرطبي ٣ : ٢٧٦.
(٤) الدرّ ١ : ١١٠ ؛ العظمة ١ : ٢١٢ / ٢ ، باب الأمر بالتفكّر في آيات الله عزوجل وقدرته و... ؛ الأسماء والصفات ، الجزء الثاني : ٤٢٠ ، باب ما ذكر في الذات ، إلى قوله : «في ذات الله» ؛ كنز العمّال ٣ : ١٠٦ / ٥٧٠٤.