منهم ، وكان في علم الله أنّه ليس منهم ، فاستخرج ما في نفسه بالحميّة والغضب ، فقال : خلقتني من نار وخلقته من طين» (١).
[٢ / ١١٣٥] وقال عليّ بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «سئل عمّا ندب الله الخلق إليه ، أدخل فيه الضلّال؟ قال : نعم والكافرون دخلوا فيه ، لأنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أمر الملائكة بالسجود لآدم ، فدخل في أمره الملائكة وإبليس ، فإنّ إبليس كان مع الملائكة في السماء يعبد الله ، وكانت الملائكة تظنّ أنّه منهم ولم يكن منهم ، فلمّا أمر الله الملائكة بالسجود لآدم أخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد ، فعلمت الملائكة عند ذلك أنّ إبليس لم يكن منهم. فقيل له عليهالسلام : فكيف وقع الأمر على إبليس ، وإنّما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم؟ فقال : كان إبليس منهم بالولاء ولم يكن من جنس الملائكة ، وذلك أنّ الله خلق خلقا قبل آدم وكان إبليس منهم حاكما في الأرض ، فعتوا وأفسدوا وسفكوا الدماء ، فبعث الله الملائكة فقتلوهم وأسروا إبليس ورفعوه إلى السماء ، فكان مع الملائكة يعبد الله إلى أن خلق الله آدم» (٢).
[٢ / ١١٣٦] وروى الكليني عن أبي علي الأشعري عن محمّد بن عبد الجبّار عن عليّ بن حديد عن جميل بن درّاج قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن إبليس : أكان من الملائكة ، أم كان يلي شيئا من أمر السماء؟ فقال : لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء ولا كرامة.
قال : فأتيت الطيّار فأخبرته بما سمعت ، فأنكره وقال : كيف لا يكون من الملائكة والله ـ عزوجل ـ يقول : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) ودخل عليه الطيّار وسأله ، وأنا عنده ، فقال له : جعلت فداك ، أرأيت قوله ـ عزوجل ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) في غير مكان من مخاطبة المؤمنين ، أيدخل في هذا المنافقون؟ قال : نعم يدخل في هذا المنافقون والضلّال وكلّ من أقرّ بالدعوة الظاهرة» (٣).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٥٧ ؛ الكافي ٢ : ٣٠٨ / ٦ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب العصبية ؛ البحار ٦٠ : ٢٢٠ / ٥٩ ؛ العيّاشي ١ : ١٢ ـ ١٣ / ٥ ، سورة الأعراف ؛ كنز الدقائق ١ : ٣٥٤.
(٢) نور الثقلين ١ : ٥٥ ـ ٥٦ ؛ القمي ١ : ٣٥ ؛ البحار ٦٠ : ٢٧٣ / ١٦٠ ؛ البرهان ١ : ١٧٠ / ٤.
(٣) نور الثقلين ١ : ٥٦ ؛ الكافي ٨ : ٢٧٤ / ٤١٣ ؛ العيّاشي ١ : ٥١ / ١٥ ؛ البحار ١١ : ١٤٨ / ٢٢ ، و ٦٠ : ٢١٧ ـ ٢١٨ / ٥٤ ؛ البرهان ١ : ١٧٧ / ١٣.