تريدون؟ قالوا : بعثنا أبونا لنجني له من ثمار الجنّة! فقالوا : ارجعوا فقد كفيتم. فرجعوا معهم حتّى دخلوا على آدم ، فلمّا رأتهم حوّاء ذعرت منهم وجعلت تدنو إلى آدم وتلصق به ، فقال آدم : إليك عنّي إليك عنّي ، فمن قبلك أتيت ، خلّي بيني وبين ملائكة ربّي. قال : فقبضوا روحه ثمّ غسّلوه وحنّطوه وكفّنوه ثمّ صلّوا عليه ثمّ حفروا له ودفنوه ، ثمّ قالوا : يا بني آدم ، هذه سنّتكم في موتاكم فكذلكم فافعلوا».
وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبيّ ، موقوفا (١).
[٢ / ١٣٤٥] وأخرج ابن عساكر عن أبيّ : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ آدم لمّا حضرته الوفاة أرسل الله إليه بكفن وحنوط من الجنّة ، فلمّا رأت حوّاء الملائكة جزعت فقال : خلّي بيني وبين رسل ربّي ، فما لقيت الّذي لقيت إلّا منك ، ولا أصابني الّذي أصابني إلّا منك» (٢).
[٢ / ١٣٤٦] وأخرج ابن عساكر عن عطاء الخراساني قال : بكت الخلائق على آدم حين توفّي سبعة أيّام (٣).
[٢ / ١٣٤٧] وأخرج ابن عساكر عن ابن عبّاس قال : كان لآدم بنون : ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر. فكان أكبرهم يغوث فقال له : يا بنيّ انطلق ، فإن لقيت أحدا من الملائكة فمره يجيئني بطعام من الجنّة وشراب من شرابها! فانطلق فلقي جبريل بالكعبة فسأله عن ذلك فقال : ارجع فإنّ أباك يموت. فرجعا فوجداه يجود بنفسه ، فوليه جبريل فجاءه بكفن وحنوط وسدر ، ثمّ قال : يا بني آدم أترون ما أصنع بأبيكم؟ فاصنعوه بموتاكم! فغسّلوه وكفّنوه وحنّطوه ثمّ حملوه إلى الكعبة فصلّى عليه جبريل فكبّر عليه أربعا ، ووضعوه ممّا يلي القبلة عند القبور ودفنوه في مسجد الخيف (٤).
[٢ / ١٣٤٨] وأخرج الدار قطني في سننه عن ابن عبّاس قال : صلّى جبريل على آدم وكبّر عليه أربعا. صلّى جبريل بالملائكة يومئذ في مسجد الخيف ، وأخذ من قبل القبلة ، ولحد له ، وسنّم قبره (٥).
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٤٩ ؛ الطبقات الكبرى ١ : ٣٣ ـ ٣٤ ؛ الحاكم ١ : ٣٤٤ ـ ٣٤٥ ، كتاب الجنائز ؛ البيهقى ٣ : ٤٠٤ ، كتاب الجنائز ؛ باب قصّة آدم في مرض الموت ؛ المصنّف ٣ : ١٣٠ / ١٢ ، باب ١٣ ، كتاب الجنائز.
(٢) الدرّ ١ : ١٤٩ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٥٦ ، رقم ٥٧٨.
(٣) الدرّ ١ : ١٥٠ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٥٩ ، رقم ٥٧٨.
(٤) الدرّ ١ : ١٤٩ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٥٧ ـ ٤٥٨ ، رقم ٥٧٨.
(٥) الدرّ ١ : ١٤٩ ؛ الدار قطني ٢ : ٥٨ ، باب مكان قبر آدم عليهالسلام.