ركن البيت.
وزعمت أنّ أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض هي الزيتونة وكذبوا! ولكنّها النخلة من العجوة نزل بها آدم معه من الجنّة فغرسها ، وأصل النخل كلّه من العجوة ، نزل بها ومعه الفحل».
وهكذا روى بالإسناد إلى إبراهيم بن يحيى المدينيّ ما يقرب من ذلك (١).
قال ابن الأثير : جاء في الحديث : «العجوة من الجنّة». وقد تكرّر ذكرها فيه. وهو نوع من تمر المدينة أكبر من الصّيحاني يضرب إلى السّواد ، من غرس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
[٢ / ١٣٦٤] وأخرج أبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن ابن عبّاس قال : نزل آدم بالحجر الأسود من الجنّة يمسح به دموعه ، ولم ترقأ دموع آدم من حين خرج من الجنّة حتّى رجع إليها (٣).
[٢ / ١٣٦٥] وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن السريّ بن يحيى قال : أهبط آدم من الجنّة ومعه البذور ، فوضع إبليس عليها يده ، فما أصابت يده ذهبت منفعته (٤).
[٢ / ١٣٦٦] وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : لمّا أهبط الله آدم أهبطه بأشياء : ثمانية أزواج من الإبل والبقر والضأن والمعز وأهبطه بباسنة فيها بذر (٥) ، وتعريشة ـ عنبة وريحانة ـ والعلاة ، والكلبتين والركن (٦).
[٢ / ١٣٦٧] وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال : أخرج آدم من الجنّة للساعة التاسعة أو العاشرة ، فأخرج معه غصنا من شجر الجنّة ، على رأسه تاج من شجر الجنّة وهو الإكليل من ورق الجنّة! (٧).
__________________
(١) كمال الدين ١ : ٢٩٥ ـ ٢٩٨ / ٤ و ٥ ، باب ٢٦ ؛ البحار ١٠ : ٢٢ / ١٠ و ١١.
(٢) النهاية ٣ : ١٨٨ مادة «عجا».
(٣) الدرّ ١ : ١٣٩ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤١٨ ، رقم ٥٧٨. يقال : رقأ الدمع أو الدم أي جفّ وانقطع.
(٤) الدرّ ١ : ١٣٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٨٩ / ٣٩٦ ؛ العظمة ٥ : ١٥٧٢ / ١٠٣٧.
(٥) قال ابن الأثير : في حديث ابن عبّاس «نزل آدم عليهالسلام من الجنّة بالباسنة». قيل : إنّها آلات الصنّاع. وقيل : هي سكّة الحرث. وليس بعربيّ محض. وسكّة الحرث آلة تحرث بها شبه النير والمسحاة. وفي المعجم الوسيط : الباسنة جوالق غليظ من مشاقة الكتّان وسلّة من خوص بلا عروة. وهذا أنسب بتعبير النصّ. وفي النهاية : العلاة هي السندان.
(٦) الدرّ ١ : ١٣٨.
(٧) الدرّ ١ : ١٣٦ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٨٨ / ٣٩٠ ؛ ابن كثير ١ : ٨٤.