«عرفة». وبكيا على ما فاتهما مائة سنة ، ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يوما ، ثمّ أكلا وشربا وهما يومئذ على نوذ ، الجبل الّذي أهبط عليه آدم ، ولم يقرب حوّاء مائة سنة (١).
[٢ / ١٣٧٣] وأخرج ابن عساكر عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «هبط آدم وحوّاء عريانين جميعا ، عليهما ورق الجنّة ، فأصابه الحرّ حتّى قعد يبكي ويقول لها : يا حوّاء قد آذاني الحرّ! فجاءه جبرئيل بقطن وأمرها أن تغزل وعلّمها وعلّم آدم ، وأمر آدم بالحياكة وعلّمه.
وكان لم يجامع امرأته في الجنّة حتّى هبط منها ، وكان كلّ منهما ينام على حدة حتّى جاءه جبرئيل فأمره أن يأتي أهله وعلّمه كيف يأتيها ، فلمّا أتاها جاءه جبرئيل فقال : كيف وجدت امرأتك؟ قال : صالحة» (٢).
حديث غريب وفيه نكارة ظاهرة.
[٢ / ١٣٧٤] وقد مرّ في حديث عبد الرحمان بن زيد ـ برواية ابن جرير ـ أنّ إبليس وسوس إلى حوّاء وحسّنها في عين آدم فدعاها آدم لحاجته فأبت إلّا عند الشجرة وبعد أن يأكلا منها ، فأكلا فبدت لهما سوأتهما فكان السبب في إخراجهما من الجنّة (٣).
[٢ / ١٣٧٥] وكذا ما رواه ابن عديّ وابن عساكر عن إبراهيم النخعي قال : لمّا خلق الله آدم وزوجه بعث إليه ملكا وأمره بالجماع ففعل ، فلمّا فرغ قالت له حوّاء : ما أطيبه! زدنا منه! (٤)
وظاهره أنّ ذلك كان قبل الأمر بالسكنى في الجنّة أو في بدء الورود بها.
كما أنّ ذلك ينافي الخبر التالي :
[٢ / ١٣٧٦] فقد روى الثعلبي عن ابن عبّاس قال : بكى آدم وحوّاء على ما فاتهما من نعيم الجنّة مائتي سنة ، ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يوما ، ولم يقرب آدم حوّاء مائة سنة (٥).
***
[٢ / ١٣٧٧] وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أنس مرفوعا : «أوّل من حاك آدم عليهالسلام» (٦).
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٣٩ ـ ١٤٠ ؛ الطبقات الكبرى ١ : ٣٤ ـ ٣٦.
(٢) الدرّ ١ : ١٣٨ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤١٣ ، رقم ٥٧٨ ، ترجمة آدم نبي الله عليهالسلام ؛ كنز العمّال ١٢ : ٤٧٤ / ٣٥٥٦٧.
(٣) الطبري ١ : ٣٣٩ ؛ تاريخ الطبري ١ : ٧٤ ـ ٧٥.
(٤) الكامل ٧ : ١٥٠ ، ابن عساكر ٦٩ : ١٠٨ ـ ١٠٩ / ٩٣٢٨.
(٥) الثعلبي ١ : ١٨٥.
(٦) الدرّ ١ : ١٣٨.