(وَأَوْفُوا بِعَهْدِي) بالإيمان والاستسلام لله تعالى.
(أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) من حسن المثوبة وتداوم البركات عليكم.
(وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) لا تخشون إلّا الله ؛ لا يهيبكم شيء سواه ولا يروّعكم أمر في جنب الله ولا تأخذكم في الله لومة لائم.
(وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ) ـ على نبيّ الإسلام ، حال كونه ـ (مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ) حيث توافق الأديان في أصول معارفها وقواعد الأحكام.
(وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) حال كونكم أعرف بدلائل صدقه وأعلم بمواضع بيّناته.
(وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) لا تستبدلوا الّذي هو أدنى ـ حبّ الجاه والمال ـ بالذي هو خير : حبّ الله والوفاء بالعهد. حيث الحرص على السيادة وإيثار الدنيا على الآخرة ثمن بئيس يتقاضونه تجاه ما يدفعونه من الحياة العليا السعيدة.
(وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) تأكيد مكرّر على الأخذ بجانبه تعالى ، لا يرجون إلّا الله ، ولا يهابون سواه.
(وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ). حيث كانت لازمة التلوّي في دين الله ـ بغية الحصول على حطام الدنيا ـ هو تلبيس الأمر على العامّة وكتمان الحقّ دون الصراحة به ، الأمر الّذي يورث ألم النفس عند ما يحاول الإنسان أن يخالف فطرته ويناقض بديهة عقله.
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) ابتهالا إلى الله. حيث تواجد ارتياح القلوب.
(وَآتُوا الزَّكاةَ) إنفاقا في سبيل الله وتواسيا مع المعوزين.
(وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) التئاما مع جماعة المؤمنين. لا انعزالا انعزال المستكبرين أهل الجمود والجحود.
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) توبيخ لاذع بأولئك الزعماء الدينيّين ، يعظون الناس بمحاسن الأخلاق ومكارم الفعال. ولكن وعظا لم ينتشئ من قلب واع ، خاشع لله ، متّعظ بزواجره وهو نوع ترفّع مقيت اعتاده أهل الشقاق والنفاق.
(وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ) حال كونكم تعرفون من شريعة الله ما لا يعرفه غيركم من التأكيد على ملازمة التقوى والخضوع لله محضا.
(أَفَلا تَعْقِلُونَ) أنّ هذا الالتواء في الدين سوف يؤدّي بكم إلى البوار والهلاك ، ويفتضح أمركم على رؤوس الأشهاد؟!