(يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ)(١).
[٢ / ١٥٤٢] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ) قال : الحقّ ، التوراة التي أنزل الله ، والباطل ، الّذي كتبوه بأيديهم (٢).
[٢ / ١٥٤٣] وعن أبي العالية في قوله : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ) يقول : لا تخلطوا الحقّ بالباطل ، وأدّوا النصيحة لعباد الله في أمر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
[٢ / ١٥٤٤] وعن مجاهد في قوله : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ) قال : اليهوديّة والنصرانيّة بالإسلام (٤).
[٢ / ١٥٤٥] وقال مقاتل بن سليمان : ثمّ قال لليهود : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَ) وذلك أنّ اليهود يقرّون ببعض أمر محمّد ويكتمون بعضا ليصدقوا في ذلك فقال الله ـ عزوجل ـ : ولا تخلطوا الحقّ بالباطل. نظيرها في آل عمران (٥) والأنعام : (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ)(٦) يعني ولم يخلطوا بشرك (٧).
[٢ / ١٥٤٦] وأخرج ابن جرير عن السدّي في قوله : (وَتَكْتُمُوا الْحَقَ) قال : هو محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (٨).
[٢ / ١٥٤٧] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ) : أي ولا تكتموا أمر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنّ محمّدا نبيّ ونعته في التوراة (٩).
[٢ / ١٥٤٨] وقال الحسن : كتموا صفة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ودينه ، وهو الحقّ وأظهروا دين اليهوديّة والنصرانيّة (١٠).
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٥٥. الآية ١٥٧ من سورة الأعراف.
(٢) الدرّ ١ : ١٥٥ ؛ الطبري ١ : ٣٦٣ / ٦٩٣.
(٣) الطبري ١ : ٣٦٣ / ٦٩١ ؛ ابن كثير ١ : ٨٨ ، نقلا عن أبي العاليه وسعيد بن جبير والربيع بن أنس.
(٤) الطبري ١ : ٣٦٣ / ٦٩٢.
(٥) (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) آل عمران ٣ : ٧١.
(٦) الأنعام ٦ : ٨٢ وتمامها : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
(٧) تفسير مقاتل ١ : ١٠١ ـ ١٠٢ ؛ الوسيط ١ : ١٢٨.
(٨) الدرّ ١ : ١٥٥ ؛ الطبري ١ : ٣٦٥ / ٦٩٩.
(٩) تفسير مقاتل ١ : ١٠٢.
(١٠) التبيان ١ : ١٩١.