[٢ / ١٠٥] وأخرج ابن جرير عن ابن عبّاس في قوله : (ذلِكَ الْكِتابُ) قال : هذا الكتاب.
وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن عكرمة. مثله (١).
[٢ / ١٠٦] وروى أبو الفتوح الرازي عن سعيد بن جبير ، قال : الكتاب ، هو اللوح المحفوظ ، وقد أظهر الله القرآن فيه ، حتّى كان جبرئيل يقرؤه ثمّ يتلوه على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يعني : أنّ الكتاب المنزل هو المنقول عن اللوح المحفوظ (٢).
[٢ / ١٠٧] وقال ابن كيسان : إنّ الله تعالى أنزل قبل سورة البقرة سورا كذّب بها المشركون ثمّ أنزل سورة البقرة ، فقال : ذلك الكتاب ، يعني ما تقدّم البقرة من السور ، لا شك فيه (٣).
[٢ / ١٠٨] وقال مقاتل بن سليمان : (الم ذلِكَ الْكِتابُ) وذلك أنّ كعب بن الأشرف ، وكعب ابن أسيد لمّا دعاهما النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الإسلام قالا : ما أنزل الله كتابا من بعد موسى ، تكذيبا به فأنزل الله ـ عزوجل ـ في قولهما : (الم. ذلِكَ الْكِتابُ) بمعنى هذا الكتاب الّذي كفرت به اليهود (لا رَيْبَ فِيهِ) يعني لا شكّ فيه أنّه من الله جاء ، وهو أنزله على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ قال : هذا القرآن (هُدىً) من الضلالة (لِلْمُتَّقِينَ) من الشرك (٤).
[٢ / ١٠٩] وقال الفرّاء : كان الله قد وعد نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء ولا يخلق عن كثرة الردّ ، فلمّا أنزل القرآن قال : هذا ذلك الكتاب الّذي وعدتك ـ أن أنزله عليك ـ في التوراة والإنجيل وعلى لسان النبيّين من قبلك (٥).
[٢ / ١١٠] وقال الشيخ في «التبيان» : قال قوم : إنّ معناه : ذلك الكتاب الّذي وعدوا به على لسان
__________________
(١) الدرّ ١ : ٦٠ ؛ الطبري ١ : ١٤٢ / ٢٠٤ ، بلفظ : عن ابن جريج قوله «ذلك الكتاب» : هذا الكتاب. قال : قال ابن عبّاس : «ذلك الكتاب» : هذا الكتاب. ورقم ٢٠١ عن مجاهد و ٢٠٢ عن عكرمة و ٢٠٣ عن السّدي ؛ ابن كثير ١ : ٤١ ، نقلا عن ابن عبّاس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والسّدّي ومقاتل بن حيان وزيد بن أسلم وابن جريج ؛ التبيان ١ : ٥١ ، نقلا عن عكرمة ؛ أبو الفتوح ١ : ٩٧ ، نقلا عن ابن عبّاس والحسن البصري وقتادة ومجاهد والضحّاك ومقاتل.
(٢) أبو الفتوح ١ : ٩٨ ؛ الثعلبي ١ : ١٤١ ، بلفظ : قال سعيد بن جبير : هو اللوح المحفوظ.
(٣) البغوي ١ : ٨١ ؛ أبو الفتوح ١ : ٩٨.
(٤) تفسير مقاتل ١ : ٨١.
(٥) الثعلبي ١ : ١٤١ ؛ البغوي ١ : ٨١ ؛ مجمع البيان ١ : ٨٢ ، نقلا عن الفرّاء وأبي عليّ الجبّائي. وراجع : معاني القرآن للفرّاء ١ : ١٠. قال : ومعنى ذلك : أنّ هذه الحروف ـ يا أحمد ـ ذلك الكتاب الّذي وعدتك أن أوحيه إليك.