وحقن الدّماء ؛ والإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان» (١).
[٢ / ٢٢٦] وبإسناده عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سمعته يقول : «الإيمان ما استقرّ في القلب وأفضى به إلى الله عزوجل ، وصدّقه العمل بالطاعة لله والتسليم لأمره ، والإسلام ما ظهر من قول أو فعل ، وهو الّذي عليه جماعة النّاس من الفرق كلّها ، وبه حقنت الدّماء وعليه جرت المواريث وجاز النكاح واجتمعوا على الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ ، فخرجوا بذلك من الكفر واضيفوا إلى الإيمان ؛ والإسلام لا يشرك الإيمان والإيمان يشرك الإسلام وهما في القول والفعل يجتمعان ، كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة وكذلك الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان وقد قال الله عزوجل : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ)(٢) فقول الله عزوجل أصدق القول. قلت : فهل للمؤمن فضل على المسلم في شيء من الفضائل والأحكام والحدود وغير ذلك؟ فقال : لا ، هما يجريان في ذلك مجرى واحد ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقرّبان به إلى الله عزوجل ، قلت : أليس الله عزوجل يقول : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها)(٣)؟ ـ وزعمت أنّهم مجتمعون على الصلاة والزّكاة والصّوم والحجّ مع المؤمن ـ قال : أليس قد قال الله عزوجل : (فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً)(٤) فالمؤمنون هم الّذين يضاعف الله لهم حسناتهم لكلّ حسنة سبعون ضعفا ، فهذا فضل المؤمن ، ويزيده الله في حسناته على قدر صحّة إيمانه أضعافا كثيرة ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير ، قلت : أرأيت من دخل في الإسلام أليس هو داخلا في الإيمان؟ فقال : لا ولكنّه قد اضيف إلى الإيمان وخرج من الكفر وسأضرب لك مثلا تعقل به فضل الإيمان على الإسلام ، أرأيت لو بصرت رجلا في المسجد أكنت تشهد أنّك رأيته في الكعبة؟ قلت : لا يجوز لي ذلك ، قال : فلو بصرت رجلا في الكعبة أكنت شاهدا أنّه قد دخل المسجد الحرام؟ قلت : نعم ، قال : وكيف ذلك؟ قلت : إنّه لا يصل إلى دخول الكعبة حتّى يدخل المسجد ، فقال : قد أصبت وأحسنت ، ثمّ قال : كذلك الإيمان والإسلام» (٥).
__________________
(١) المصدر : ٢٦ / ٣.
(٢) الحجرات ٤٩ : ١٤.
(٣) الأنعام ٦ : ١٦٠.
(٤) البقرة ٢ : ٢٤٥.
(٥) الكافي ٢ : ٢٦ ـ ٢٧ / ٥.