٤٧ ـ و (خَبالاً) أي : فسادا (١).
و (وَلَأَوْضَعُوا) أي : لأسرعوا السير (٢).
و (خِلالَكُمْ) أي : بينكم (٣) ومعنى ذلك لمشوا بينكم بالنمائم وأشباه ذلك.
و (الْفِتْنَةَ) الشرك (٤).
(وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ) يعني : المنافقين.
٥٠ ـ و (حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ) حسنة أي : ظفر بها (٥).
__________________
(١) انظر : مجاز القرآن (١ / ٢٦١).
(٢) انظر : تفسير الغريب (١٨٧) ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٥١).
(٣) انظر : تفسير الغريب (١٨٧).
(٤) انظر : تفسير الغريب (١٨٧).
(٥) تفسير الحسنة والسيئة على خمسة وجوه :
فوجه منها : الحسنة : يعني النصر والغنيمة ، والسيئة : يعني القتل والهزيمة ، فذلك قوله في آل عمران : (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ)[آل عمران : ١٢٠] ، يعني النصر والغنيمة يوم بدر تسوءهم ، (وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ) ، يعني القتل والهزيمة يوم أحد (يَفْرَحُوا بِها) ، نظيرها في النساء حيث يقول : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ)[النساء : ٧٨] ، يعني النصر والغنيمة (يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) ، يعني القتل والهزيمة يوم أحد ، كقوله أيضا في براءة : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ) ، يعني النصر والغنيمة (تَسُؤْهُمْ) ، (وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ)[التوبة : ٥٠] ، يعني القتل والهزيمة.
والوجه الثاني : الحسنة والسيئة : يعني التوحيد والشرك ، فذلك قوله في طس النمل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ)[النمل : ٨٩] ، يعني التوحيد (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) ، يقول : منها خير ، (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ)[النمل : ٩٠] ، يعني الشرك (فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ، نظيرها في القصص وأيضا في الأنعام.
والوجه الثالث : الحسنة : يعني كثرة المطر والخصب ، والسيئة : يعني قحط المطر وقلة النبات والخير ، وذلك قوله في الأعراف : (فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ)[الأعراف : ١٣١] ، يعني كثرة المطر والخصب والخير (قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) ، يعني قحط المطر وقلة الخير (يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ) ، نظيرها فيها حيث يقول : (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ)[الأعراف : ٩٥] ، مكان قحط المطر وقلة الخير والخصب والحسنة ، وقال : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ)[الأعراف : ـ