وقوله تعالى : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) [الحشر : ٧] الآية ... قال قتادة : نسخها تعالى بقوله (١) : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) [الأنفال : ٤١] الآية ... وقد قيل : إنها محكمة مخصوصة ببني النضير حين جلوا من غير حرب ، فجعلت أموالهم للرسول خاصة ، فلم يستأثر منها بشيء ، ولكنه فرقها في المهاجرين وفي رجلين من الأنصار (٢) : سهيل بن حنيف وأبي دجانة.
وقوله تعالى : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ) [الممتحنة : ٨] الآية ... قال ابن زيد نسخها تعالى بقوله (٣) : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [المجادلة : ٢٢] الآية ... وقال قتادة : هي منسوخة بقوله تعالى (٤) : و (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥] وقد قيل نسخها بآية السيف وما في آخرها من ذكر الجزية (٥) ، وقال مجاهد : هي محكمة وأن المراد بها من آمن وأقام بمكة ولم يهاجر ، وهو قول كثير من أهل العلم (٦).
قال الحسن : إن المراد بها خزاعة وبنو الحارث بن عبد مناف (٧).
(٨٧ ظ) وهذا هو الأشهر (٨) وقوله تعالى : (إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ) [الممتحنة : ١٠] الآية ... إلى قوله (عَلِيمٌ حَكِيمٌ) فيها حكم ناسخ ، وحكمان منسوخان فالناسخ من أولها إلى قوله : (إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) [الممتحنة : ١٠] قال قتادة وكثير من السلف : (إن ذلك ناسخ لما كان عاهدهم عليه
__________________
(١) انظر : الإيضاح : (٣٧٠).
(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ لابن العربي : (٢ / ٣٨٣).
(٣) انظر : الإيضاح : (٣٧٢).
(٤) انظر : الإيضاح : (٣٧٢).
(٥) انظر : الإيضاح : (٣٧٢) ونواسخ القرآن : (٢٣٩).
(٦) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس : (٢٣٥) والإيضاح : (٣٧٢).
(٧) انظر : الإيضاح : (٣٧٣).
(٨) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس : (٢٣٥) والإيضاح : (٣٧٣).