حين قاتلوا الناكثين والقاسطين والمارقين ، وهم أعظم أهل الارتداد.
روى ذلك عن عمّار وحذيفة وابن عبّاس وجماعة من الصّحابة (١) ورواه أصحابنا (٢) عن الباقر والصّادق عليهماالسلام وقد اشتهر (٣) عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال يوم البصرة : والله ما قوتلت أهل هذه الآية حتّى اليوم ، وتلا هذه الآية ، ويؤيّد ذلك أنّه تعالى وصف من عناه بهذه الآية بأوصاف وجدنا أمير المؤمنين عليهالسلام مستكملا لها بالإجماع لأنّه تعالى وصفهم بأنّه يحبّهم ويحبّونه ، وقد شهد النبيّ صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين (٤) علىّ عليهالسلام بما يوافق ذلك في قوله ، وقد ندبه لفتح خيبر بعد فرار من فرّ منها «لأعطينّ الرّاية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرّار غير فرّار ، لا يرجع حتّى يفتح ، ودفعها إلى علىّ عليهالسلام دون غيره.
وأمّا الوصف باللّين على أهل الايمان والشدّة على الكفّار ، والجهاد في سبيل الله مع عدم الخوف من لومة لائم ، فهي أوصاف لم ير لأحد حظّا من اجتماعها فيه ، لما ظهر من شدّته على أهل الكفر ، ونكايته فيهم ، بحيث يقصر كلّ مجاهد عن منزلته ، ولا يراد من العزّة على الكافرين سوى قتالهم وجهادهم والانتقام منهم
__________________
آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) ، وهذه الآیة في حق على فكان الاولى جعل ما قبلها أيضاً في حقه انتهى.
(١ ـ ٣) المجمع ج ٢ ص ٢٠٨.
(٤) حديث إعطاء الراية وقول النبي (ص) قبله لأعطين إلخ لعله يعد من المتواترات وقد عقد السيد البحراني الباب التاسع والعاشر من الأحاديث الواردة في فضل على عليهالسلام من كتابه غاية المرام من ص ٤٦٥ الى ص ٤٧١ في ذلك وروى ٣٥ حديثا من طرق العامة وثلاثة أحاديث من طريق الخاصة ثم قال في آخره : أقول : نقتصر في هذا الباب من طريق الخاصة على هذا القليل مخافة الإطالة ، والكثرة من رواية الخصم فيه كفاية ان شاء الله تعالى مع تواتر الخبر في القصة من طريق العامة والخاصة انتهى.
وانظر أيضا تعليقات آية الله المرعشي مد ظله على إحقاق الحق ج ٥ من ص ٣٦٤ الى ص ٤٦٨ فيه طرق الحديث من كتب أهل السنة.