__________________
ـ تقصد المبالغة لكان حقه ان يجاء بلفظ الذات لا انه مراد.
ولمحمد محي الدين عبد الحميد في تذييلاته على شرح الاشمونى ص ٣٦٦ ج ٢ عند شرح مراد الشيخ عبد القادر بيان يعجبني نقله قال : وبينه قوم بان المجاز العقلي يطلق على كل جملة أخرجت الحكم المفاد بها عن موضعه في العقل بضرب من التأويل ولا شك ان الحكم المفاد بقول الخنساء فإنما هي إقبال وادبار وهو الحكم بالاتحاد بين الناقة والإقبال والادبار خارج عن موضعه في العقل بتأويل انها صارت بسبب كثرة الإقبال والادبار كأنها عينهما وتجسمت منهما فيكون مجازا عقليا على هذا المعنى فافهم هذا ولا يذهب وهمك الى المعنى المعروف للمجاز العقلي وهو اسناد الفعل وما في معناه الى غير من هو له فتنطلق متسائلا كيف يكون هذا مجازا عقليا والإقبال والادبار من أفعال الناقة انتهى.
ثم لا يخفى عليك ان التوجيهات الثلاث تجري في «وانما هي تحنان وتسجار» أيضا.
وروى الأخفش في شرح ديوان الاخنس انه روى «فإنما هو» أراد فعلها.
والقصيدة للخنساء ترثى بها صخرا ويقال لها خناس كغراب والخنس تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة واسمها تماضر بضم المثناة الفوقانية وكسر الضاد المعجمة قال ابن خلف : قالوا للبياض تماضر وأكثر ما يكون للنساء.
وهي بنت عمرو بن الحارث بن الشريد بن الرياح من يقظة عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.
الرياحية السليمة من قيس عيلان من مضر من أهل نجد عاشت أكثر عمرها في الجاهلية وأدركت الإسلام ووفدت على رسول الله (ص) مع قومها بنى سليم وذكروا ان رسول الله (ص) كان يستنشدها ويعجبه شعرها فكانت تنشده وهو يقول هيه يا خناس ويومئ بيده.
وأكثر شعرها لاخويها معاوية شقيقها وصخر أخيها لأبيها وكانا قد قتلا في الجاهلية فتابعت عليهما بالبكاء والرثاء بما لم يقف أخت لأخ حتى ضرب بها المثل وكان حزنها وبكاؤها على صخر أشد من حزنها وبكائها على معاوية لبره بها.
وممن قدمها على جميع النساء وبعض فحول الرجال النابغة في الجاهلية وجرير وبشار في الإسلام قال لها النابغة ما رأيت ذا مثانة أشعر منك قالت ولا ذا خصيتين وقيل لجرير من أشعر ـ