(فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ) بتمليك الله إيّاه (وَلِذِي الْقُرْبى) (١) يعني أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّ التقدير ولذي قرابته ونحوه (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) قد تقدّم أنّ المراد بهم من كان من بني هاشم ، وهو الظاهر من الآية ، لأنّ التقدير ولذي قرباه ويتامى أهل بيته ومساكينهم وابن السبيل منهم ، وفي الروايات دلالة عليه : روى المنهال بن عمر (٢) عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام قال : قلت : قوله (وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) قال : هم قرباؤنا ومساكيننا وأبناء سبيلنا ، وقال جميع الفقهاء : هم يتامى الناس عامّتهم وكذلك المساكين وأبناء السبيل ، وفي رواية محمّد بن مسلم السابقة إشعار به فتأمّل وقد عرفت حكم قسمة الغنيمة.
(كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) علّة لانقسام الفيء الخاص إلى الأقسام أي من حقّ الفيء أن يعطى الفقراء ليكون لهم بلغة يعيشون بها ، لا دولة بين الأغنياء يتداولونه ويدور بينهم ، كما كان في الجاهليّة أنّ الرؤساء منهم كانوا يستأثرون بالغنيمة لأنّهم أهل الرئاسة والدولة والغلبة ، والمعنى كي لا يكون أخذه غلبة وأثره جاهليّة وهو خطاب للمؤمنين دون الرسول صلىاللهعليهوآله وأهل بيته ونقل في مجمع البيان عن الكلبي (٣) أنّها نزلت في رؤساء المسلمين قالوا يا رسول الله خذ صفوك والربع ، ودعنا والباقي فهكذا كنّا نفعل في الجاهليّة ، فنزلت الآية ، فقال الصحابة : سمعا وطاعة لأمر الله ورسوله.
(ما آتاكُمُ الرَّسُولُ) من الأمر أو الفيء (فَخُذُوهُ) فتمسّكوا به لأنّه واجب الطاعة
__________________
(١) في سن وعش وهامش قض : يعني أهل بيت رسول الله (ص) لان التقدير ولذي قرابته ونحوه (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) فان المراد بهم من كان أهله وهو الظاهر من الآية ، لأن الألف واللام تعاقب الضمير أى ويتامى أهل بيته ومساكينهم وابن السبيل منهم ، وفي الروايات إلخ.
(٢) راجع العياشي ج ٢ ص ١٦٣ ، الرقم ٦٣ والبحار ج ٢٠ ص ٥٢ ، البرهان ج ٢ ص ٨٨ ، الرقم ٥٣ ، والوسائل أبواب قسمة الخمس.
(٣) انظر المجمع ج ٥ ص ٢٦١ وفيه وانشدوا له ص :
لك المرباع منها والصفايا |
|
وحكمك والنشيطة والفضول. |