التزمه فالتزم ، لما علّم آدم الأسماء علم وتبرز في صدر الخلافة وتقدم ، العلم بالأسماء كان العلامة ، على حصول الإمامة :
العلم يحكم والأقدار جارية |
|
وكل شيء له حد ومقدار |
إلا العلوم التي لا حد يحصرها |
|
لكن لها في قلوب الخلق آثار |
فحدها ما لها في القلب من أثر |
|
وعينها فيه أنجاد وأغوار |
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (٤٣)
إقامة الصلاة ـ راجع آية رقم ٤ ـ (وَآتُوا الزَّكاةَ) سميت الزكاة زكاة لما فيها من
____________________________________
وآمنوا بما أنزلت من كل كتاب ، مصدقا لما معكم من الأدلة والبراهين على وحدانيتي في ألوهيتي ، وما ينبغي لي من صفات الجلال ، فيكون إيمانكم بما أنزلت مضافا لما معكم من العلوم المستفادة من البراهين ، فهو خطاب يعم الجميع ، وهذا من جوامع الكلم ، وقوله (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) صفة لمحذوف ، يعني كل مخاطب به في كل زمان ، حتى يبقى العموم في الضمير على أصله ، فيكونون أولا في أهل زمانهم في الكفر به ، أي بما أنزل ، قال تعالى (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) وإن كان له وجود قبل مجيئه إليهم ، وقوله (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) لما كانوا هم أهل الكتاب حيث أنزله الحق إليهم ، فصار ملكا لهم ، ولما كان الكتاب حاكما عليهم بالانقياد والسمع والطاعة لمن جاء به وهم الرسل ، وفي المخاطبين رؤساء وأكابر وممن يسمع له ويطاع ، وصعب عليهم أن ينقادوا لما أمرهم به في الكتاب المنزل ، فاستبدلوا به رياسة الدنيا ، فإن البيع والشراء استبدال ومعاوضة ، فاختاروا برياسة الدنيا على رياسة الآخرة التي أعطتهم اتباع هذا الكتاب ، فأقام الآيات مقام ما تدل عليه من رياسة الآخرة وغيرها لمن عمل بها ، فكانوا كمن اشترى الحصى بالياقوت ، والتراب بالمسك والعنبر ، وجعله ثمنا قليلا لكونه ينقطع بالموت أو بالعزل ، ورياسة الآخرة باقية دائمة ، ثم قال (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) أي اتخذوني وقاية ، وهو قوله (وَاتَّقُوا اللهَ) قال صلىاللهعليهوسلم (أعوذ برضاك من سخطك) فجعل الرضاء وقاية من السخط ، وقال (وبمعافاتك من عقوبتك) فجعل المعافاة وقاية تحول بينه وبين العقوبة ، ولما عزت أسماء الحق تعالى أن تنخرط مع الآثار في سلك واحد قال (وبك منك) وإنما أحدث لنا استعاذة أخرى ، فقال عليهالسلام (وأعوذ بك) فجعله وقاية ، وليس له سبحانه ما يقابله ، والاستعاذة تستدعي