(وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (٥٣) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٥٤) وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (٥٥)
الصواعق أهوية محترقة لا شعلة فيها فما تمر بشيء إلا أثرت فيه.
____________________________________
كسبت رهينة ، (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) وقوله (وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ) فذلك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، وقوله (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ) أي من شفع من أجلها لا تقبل شفاعته فيها ، فإنهم في ذلك اليوم يعرفون ـ بل عند موتهم ـ أنهم ليسوا ممن يقبل كلامهم ، فثبت ما قلناه ، وهو قوله (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) ، وقوله (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) يقول : فداء ، تعريفا لهم هنا ، وهو قوله (فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ) وقوله (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، وقوله (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) هو قوله (وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) أي لا ناصر لهم ، فإن الآخذ هو الله ولا مقاوم له سبحانه (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (٥٠) (وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) الآية ، ثم رجع إلى ذكر ما أنعم به عليهم ، فقال : واذكروا (إِذْ نَجَّيْناكُمْ) قوله (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) وضمير الخطاب ، يحتمل أن يكون من الله إخبارا لنا على الحكاية بما خاطبهم به في زمانهم بما أنعم عليهم ، ويمكن أن يكون الضمير يعود على بني إسرائيل الحاضرين في زمان النبي عليهالسلام ، يعدد عليهم ما أنعم به على أسلافهم ومن مضى من آبائهم في زمان موسى عليهالسلام ، وقد يكون للحاضرين هذا الخطاب حيث أنعم عليهم إذ لم يوجدهم في زمان من أولى أسلافهم سوء العذاب ، وقد يكون ذلك كله مرادا لله تعالى في الخطاب ، والله أعلم ، وقوله تعالى (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) ولم يقل من فرعون ، لأن آله كانوا المباشرين لعذابهم ، ولم يكن لفرعون إلا الأمر بذلك ، وكذا جرت العادة في الرؤساء والملوك ولهذا جوزوا ، فقال تعالى (أَدْخِلُوا آلَ