والاستغفار ، والدعاء للمؤمنين ، قال تعالى : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ) فصلاة الملائكة ما ذكرناه ، قال الله عزوجل في حق الملائكة : (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) وتضاف الصلاة إلى البشر بمعنى الرحمة ، والدعاء والأفعال المخصوصة المعلومة شرعا ، فجمع البشر هذه الثلاث المراتب المسماة صلاة ، قال تعالى آمرا لنا (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) وتضاف الصلاة إلى كل ما سوى الله ، من جميع المخلوقات : ملك وإنسان وحيوان ونبات ومعدن بحسب ما فرضت عليه وعينت له ، قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) فأضاف الصلاة إلى الكل ، والتسبيح في لسان العرب الصلاة. وإقامة الصلاة ظهور نشأتها على أتم خلقها ، وخلقها يختلف باختلاف من تنسب إليه ، وكل صلاة مما ذكرنا تامة الخلقة ، حتى الصلاة المنسوبة إلى الجماد والنبات والحيوان ، ما عدا الإنس والجان ، فإن صلاتهما إذا أنشآها قد تكون مخلقة أو غير تامة الخلقة ، لذلك أمرهما تعالى بقوله (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) وإقامة البشر للصلاة المنسوبة إلى الإنسان والجن هو أن تنسب إليهم بمعنى الرحمة ، كما نسبت إلى الحق ، وبمعنى الدعاء والرحمة ، كما نسبت إلى الملائكة. وبمعنى الدعاء والرحمة وإتمام التكبير والقيام والركوع والسجود والجلوس كما ورد في الخبر ، فمن أتم ركوعها وسجودها وما شرع فيها ، وإن كان في جماعة مما تستحقه صلاة الجماعة والائتمام فقد أكمل خلقها ، وإن كان انتقص منها شيء كانت له بحسب ما انتقص منها ، والله لا يقبلها ناقصة ، فيضم بعض الصلوات إلى بعض فإن كانت له مائة صلاة وفيها نقص كملت بعضها من بعض ، وأدخلت على الحق كاملة ، فتصير المائة صلاة مثلا ثمانين صلاة أو خمسين أو عشرة أو زائدا على ذلك أو ناقصا عنه ، هكذا هي صلاة الثقلين ، وربط إقامة الصلاة بأزمان هي الأوقات المفروض فيها إقامة الصلوات المفروضات ، قال تعالى (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) أي مفروضة في وقت معين سواء كان موسعا أو مضيقا ، وربطها بأماكن وهي المساجد ، والمبادرة إلى أول الأوقات في العبادات هو الأحوط والمطلوب من العباد في حال التكليف ،
____________________________________
يفعل شيئا قبل فعل إمامه ، والحالة الثالثة أن يكون في جماعة ، فمن تمام صلاته التراص في الصف وإلزاق المناكب وتسوية الصف ، فهذا إقامة الصلاة ، وسميت صلاة لأنها في المرتبة الثانية من شهادة