وإن كان الظاهر عند الإطلاق خصوص التقارن أو اللحوق بالإضافة إلى زمن التكلّم.
الأمر الثالث : لا يخفى عليك أنّ المشتقّات وكيفيّتها من حيث الموارد والمبادي من الملكات والحرف والصنائع وأنحاء المحن الدارجة بين المتلبّسين تنقسم إلى تقسيمات كثيرة.
منها : ما يكون من سنخ الأفعال الخارجيّة ، كالكتابة والأكل والشرب والمشي والإياب والذهاب والركوب والصعود والنزول والقيام والقعود والركوع والجلوس والسجود والتكلّم والضرب والقتل وأمثال ذلك ، ويكون الانقضاء فيها بزوال الحالة ورفع اليد عن هذه الأفعال المذكورة المتقدّمة ولو في لحظة وآن ودقيقة.
ومنها : ما يكون من قبيل الملكة والقوّة والاستعدادات المختلفة كالاجتهاد في الفنون المتكثّرة ، نظير المجتهد في الفتوى والاصول والتاريخ والتفسير والفلسفة والكلام والطبّ والحساب والهندسة والشيمياء والكيمياء ، ومثل أسماء الآلات كالمفتاح والمكنسة والمشربة والمخيط والملبس والمنشار ، وما شاكل ذلك ، والانقضاء فيها لا يكون إلّا بانعدام القوّة والملكة والاستعداد ، فما دامت قوّة الاستنباط بملكة الاجتهاد في الحال بالفعل موجودة في المفتي والمرجع ، أو استعداد الفتح موجودا في المفتاح مثلا فالتلبّس فعليّ وغير زائل. نعم ، عند زوال الملكة عن شخص مثلا يصير صدق عنوان المجتهد عليه حقيقة داخلا في حريم البحث.
ومنها : ما يكون من قبيل الحرفة والصنعة كما في الخيّاط والنجّار والصفّار والبنّاء والبزّاز والقصّاب والعطّار والحدّاد والنسّاج والتمّار وأمثال ذلك ، ويكون التلبّس فيها بأخذ هذه المبادي حرفة أو صنعة ، فالبنّاء مثلا هو من اتّخذ البناء