بل ذلك من المتسالم عليه عند الكلّ بلا نزاع فيه منهم ؛ إذ لا يخفى أنّ المستفاد من لفظ (القائم) إنّما يكون هو الشيء البسيط الذي يعبّر عنه في لغة الفرس بالراست ، كما أنّ المتفاهم من إطلاق لفظ (الإنسان) يكون عبارة عن مفهوم الذي لا تأليف ولا تركيب فيه عند الاستظهار والإدراك إذا لم يكن السامع ملتفتا إلى الحيوان الناطق.
فعلى هذا الضوء من البيان انقدح أنّ محلّ النزاع هو البساطة والتركيب بحسب التحليل والواقع النفس الأمري ، لا بحسب الإدراك والتصوّر وخطور المفهوم في الذهن من الإطلاق ، وذلك من جهة أنّ البساطة الإدراكيّة تجتمع مع تركّب المفهوم حقيقة ، ضرورة أنّ المستفاد في مرحلة التصوّر من كلّ لفظ مفرد عند الإطلاق معنى بسيط ، سواء كان في الواقع بسيطا أم مركّبا ، من دون أيّ فرق في ذلك الذي ذكرناه بين المشتقّات وغيرها من الألفاظ التي تدلّ على المعنى.
فإذن لا وجه من حيث المعنى لجعل محلّ البحث البساطة والتركيب بحسب التصوّر والإدراك.
ولأجل ذلك اعترف شارح المطالع ـ كما تقدّم آنفا ـ بالبساطة اللحاظية ، إلّا أنّه قال : ينحلّ إلى شيئين بالدقّة التحليليّة العقليّة ، بمعنى ذات متّصفة بمبدإ الضحك والنطق.
ومن المؤكّدات على ذلك تصدّي المحقّق الشريف لإقامة البرهان على البساطة بأنّ الالتزام بالتركيب مستلزم لأحد المحذورين المتقدّمين ، وظاهر أنّ إثبات البساطة اللحاظية لا يحتاج إلى مئونة البرهان والاستدلال ، إذ المعتمد الوحيد والمرجع الأصيل لإثباتها ليس إلّا فهم أهل العرف والمحاورة واللغة من اللفظ ، دون التحليلات الدقّية والعقلية ، والظاهر أنّه لا إشكال في أنّهم يفهمون