مكروها في سفره ، فكان الأمر كذلك والحمد لله. وخرج لوداعنا جماعة من الأخلاء والأصدقاء والأحباب من أهل العدوتين والخاصة من أعيان البلدتين ، وودعناهم بعد مجاوزة الأجنة ، واستوهبنا منهم صالح الدعاء وأرسلنا الأعنة ، وبتنا الليلة الأولى والثانية (١) عند بعض أحبتنا من أهل قبيلة الغرب. وفي يوم الاثنين السابع والعشرين (٢) من الربيع المذكور في الساعة التاسعة منه. وصلنا لضريح الولي الأشهر سيدي أبي سلهام (٣) نفع الله به ، فاغتنمنا زيارته كما ينبغي واسترحنا هناك هنيئة ، ثم جددنا السير وكان وصولنا لمدينة العرائش بعد صلاة العصر بقريب ، وحين أشرفنا على الدخول إليها قدم الأمين التاجر السيد بناصر السابق ذكره فارسا بكتابه لعامل العرائش (٤) يطلب منه تعيين محل نبيت به الليلة القابلة ، فعينه وجدناه من أشرف الأماكن المخزنية هناك ، ووجه ما لا بد منه من الإكرام ، وفي الحين اكتشف خبر قدومنا الأمينان (٥) الفاضلان السلويان الطالب السيد الحاج محمد بن القايد السيد أحمد زنيبر وابن عمه الطالب السيد عبد الهادي بن القايد الطالب السيد ...
__________________
(١) الأحد ٢٦ ربيع الثاني / ٢١ ماي ١٨٧٦ م.
الاثنين ٢٧ ربيع الثاني / ٢٢ ماي ١٨٧٦ م.
(٢) ٢٢ ماي ١٨٧٦ م.
(٣) (... يوجد ضريحه .. عند مصب وادي الخضر .. جوار مدينة سوق الأربعاء الغرب أصله من مصر تدل عليه النسبة ، واسمه عثمان وكنيته أبو سعيد وكنية الكنية أبو سلهام .. وبها يعرف عند العامة .. وهم يقصدونه للتبرك والاستشفاء من العاهات ..) وكانت وفاته سنة نيف وأربعين وثلاثمائة. انظر ترجمته عند : أعلام المغرب العربي ، عبد الوهاب بن منصور ، ج ٢ : ١٨٧ ؛ الناصري ، الاستقصاء ، ١ : ١٩٣ و١٩٤ ؛ مرآة المحاسن ، أبو عبد الله محمد العربي الفاسي : ٤٠.
(٤) الحاج علي بن محمد العرائشي سنة ١٨٦٢ م بعد أن كان في سلك الأمناء ، وحتى سنة ١٨٧٧ م ، كان لا يزال عاملا على العرائش وأصيلا. محمد داود ، تاريخ تطوان ، ٥ : ٥١ ؛ عبد الرحمان ابن زيدان ، إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس ، ٢ : ٣٩٧ ، الطبعة الثانية ، ١٩٩٠ م.
(٥) شغل السلاويون العديد من المناصب المخزنية. «كتابا .. وحسابا أمناء .. بمراسي الإيالة المولوية منهم حصة وافرة من العدول والأمناء يقومون بضبط الداخل والخارج بها ..» الإتحاف الوجيز ، ابن علي الدكالي : ٣٠.