ويؤرخ هذا الانتاج الفكري لأولى انطباعات المغاربة عن أوربا. وتندرج رحلة الجعيدي (١) في هذا الإطار كأكبر رحلة سفارية إلى أوربا ، بقيت مخطوطة أكثر من قرن من الزمن قابعة داخل إحدى الخزانات العائلية السلاوية لا نجد ذكرا (٢) لها في كل الدراسات التي تعالج فترة حكم السلطان الحسن الأول. حتى تفضل حفيد صاحب «الرحلة» سيدي محمد الجعيدي مشكورا فزودنا بها ، كما أننا لم نعثر على نسخة أخرى للمخطوط ، إن وجدت رغم قيامنا بالتفتيش الجدي في مظان وجود المخطوطات المغربية ، لذلك اعتمدنا على هذه النسخة الأصلية التي هي بين أيدينا ، وواصلنا البحث داخل خزانة (٣) ولده سيدي عبد القادر الجعيدي الكائنة بباب حساين بسلا.
التعريف بالمخطوط (٤)
إن المخطوط الذي نحن بصدد تحقيقه ودراسته هو رحلة سفارية من تأليف إدريس الجعيدي كاتب سفارة الحاج محمد الزبيدي الرباطي إلى أوربا سنة ١٨٧٦ م ، وتبلغ عدد ورقات هذه النسخة ١٧٨ ورقة. وبكل ورقة صفحتان واحدة عن اليمين والثانية عن اليسار ، ما عدا الأوراق التالية ، ٣ و١٠ والأخيرتين ١٧٧ و١٧٨ ، بها صفحة واحدة فقط. إذن عدد الصفحات الموجودة بهذه النسخة ٢٥٦ صفحة ، ومقياس كل ورقة ١٨* ٢٦ سم وفي كل صفحة ما بين ١١ و١٨ سطرا ، وفي كل سطر ما بين ١٠ إلى ١٨
__________________
(١) يسمي هذه الرحلة ـ خطأ ـ أحمد الناصري بالاستقصاء ج ٩ : ١٥١ ؛ وعبد الله الجراري بأعلام الفكر ، ج ٢ : ٢٧٥ ؛ وأحمد الصبيحي في كناشته الفالودج ـ تحفة الأخيار بغرائب الأخبار ـ.
(٢) لم يذكر هذه الرحلة المؤرخ بن سودة في دليله ، وإنما ذكر رحلة إدريس بن محمد بن ادريس الجعيدي السلاوي المتوفى سنة ١٩٤١ م ، وهي رحلة حجازية نشرت بجريدة «السعادة» مع ترجمته بالعدد ٥١٠٨.
(٣) تفضل سيدي محمد الجعيدي ، ووهب هذه الخزانة بكاملها ، إلى الخزانة العلمية الصبيحية بسلا.
(٤) انظر الصفحة الأولى والصفحة الأخيرة من المخطوط في ملحق الرسوم والصور صفحة ٣٠ و٣١).