بمربعات صغيرة (١) ومع هذا تخرج الفتقية مقسومة كما قلنا ، ومربعاتها يوالي بعضها بعضا على سمت (٢) واحد ، مصطفة ، فتأتي متعلمة أخرى فتدفع الفتقية بتمامها في دفعة واحدة جامعة يديها على طرفيها ، وتضعها في صندوق مبطن بكاغد الصرف لكي تزيل من كل فتقية المربعة الأخيرة التي تكون من ناحية رأس القالب لأنها لا تكون مربعة فتتركها. وهناك نحو مائة من المتعلمات ، ومعهن الرجال المشتغلون بالنشر المذكور ، ونواعير النشر كثيرة وإنما وصفت لكل منها كيفية نشر / ٦١ / قالب واحد ، والقوالب التي تنشر تجعل في الصناديق على الكيفية التي ذكرت ، ولا يسبق لفهمك أن تلك المربعات المستوية من السكر ترمى في الصناديق كيف ما تأتي ، بل توضع فيه مصطفة شيئا فوق شيء حتى تملأ الصناديق وتسمر ، وهذا السكر هو الذي يباع في مرسيلية وباريس للقهوة والأتاي وغيرهما. وأما تلك المربعات التي تترك من السكر لكسرها فإنها تجمع مع الغبرة التي تسقط حين النشر فيجمع بعضها إلى بعض لبانه ، هذا ما استحصرته من أوصاف تلك المكينة.
وأما الطناجير المعدة للطبخ ففي طولها اثنا عشر مترا. مقدار أربع وعشرين قالة (٣) غير شيء. وهناك كرات نحاس عظيمة (٤) قطر دائرتها العظمى أزيد من أربعة أذرع ، وآلات أخرى لا يسع بسطها قرطاس ، ولم تبق في قابلية إذ ذاك لا يمكن تتبعه والبحث فيه لسخونة المحل ، حتى أن بعض الخدمة يخدمون عراة عدا (٥) المآزر يأتزرون / ٦٢ / بها. وسئل عن الخدمة القائمين بخدمة هذه المكينة فقيل إنها تمانمائة من الرجال ومائة من الإناث ، والخدمة لا تفتر ولا تعطل أصلا ، وكل واحد يخدم
__________________
(١) في الأصل صغار ـ خطأ ـ.
(٢) في الأصل صمت ـ خطأ ـ.
(٣) ١٢ متر ـ ٢٤ قالة (بحكم أن القالة تساوي ٥١ سنتم).
١٢٠٠ سنتم – ٢٤ * ٥١ سنتم ـ ١٢٢٤ سنتم.
(٤) في الأصل كورات نحاس عظيمات ـ خطأ ـ.
(٥) في الأصل الميازير يقصد ما آزر جمع مئزرة أي الإزار وهو ما ستر الإنسان (منجد اللغة).