وأواني وأثاثا مختلفة الأشكال ، لا تكاد تحى ، / ٨٥ / فرأينا الأواني المستديرة كالصينيات وغيرها تدور في المخرطة ، وكذلك صينيات أتاي على شكل البيضة كذلك تدور في المخرطة ، غير أنها ليست مقبوضة في ناعورة المخرطة من الوسط ، بل من الطرف. وحين الخرط تراها ترتفع وتنزل فتخرج الدوائر التي بها على شكل البيضة موازية لها ، من غير انحراف ولا تفاوت ، مع أن شكل البيضة يحتاج في رسمه إلى عمل هندسي صعب المباشرة ، كما في الشكل العاشر من المقالة الثالثة من كتاب أوقليدس (١). وهذا من العجب والأمر المستغرب. وهذه الأواني أصلها نحاس أحمر كما شاهدنا. وكلها لها قوالب عديدة ، منها ما فيه نقش ، ومنها ما ليس فيه نقش. وعند فرغها تدفع لمن يمسحها ويصقلها ، ومن الأواني ما يكون مركبا من أجزاء ، كبعض براريد المعدن وغيرها. بعد فرغها ثم تضم أجزاؤها / ٨٦ / بعضها إلى بعض ، وتشد بالسلك ، وتوضع فوق مجمر كبير مملوء فحما ورجل يقابله ، وعن يمينه كير يمسك جعبته بشيء بيده ، ويقابله بتلك الآنية ، ويحرك خيطا عن يمينه فتخرج من فم تلك الجعبة نار زرقاء تلتهب ، ويرسلها على تلك الآنية التي فوق ذلك المجمر ، وعلى الفاخر الذي فيه ، فيدير لهبها على الآنية يمينا ويسارا ، فلم يكن غير هنيئة إلا وترى تلك الآنية تلتهب وبذلك تلتئم أجزاؤها.
__________________
(١) أقليدس الرياضي اليوناني المشهور بالهندسة ، ألف في علم الرياضيات عدة تآليف قد فقد أكثرها ، ومن أشهرها كتابه المعروف بأصول أقليدس أو كتاب أوقليدس ، وهو مقسوم إلى ١٥ كتابا على شكل موسوعة للفنون الرياضية ، ومع أنه ألف منذ ٢٣ قرنا لم يزل إلى الآن يعتبر دستورا لتلك الفنون ، وقد شرحه العرب في شروح كثيرة وصلت إلى أوربا بواسطة الترجمة إلى العربية.
دائرة المعارف ، المجلد ٤ : ٩٣.